موسم التعيينات


تركيا تعتبر الموصـــــــــل من أراضيـــــها وان الانجليز هم من ضموها للعراق عام 1923 من القرن الماضي بموجب اتفاقية مالية لم تلتزم بها لندن وتعتبرها انقرة الان لاغية، وهذا يفسر إصرارها على المشاركة في تحريرها من داعش؛ بغية استعادتها عندما يحين الوقت لتقسيم العراق.

لكن ماذا عن لواء الاسكندرون السوري الذي ضُم الى تركيا في نفس الفترة وبدون اتفاقية مالية، وهل ستعيده انقرة الى سورية في اي وقـــــــت! وإن العراق معرض للتقسيم فماذا عن سورية، وهل تهجير سكان ريف دمشق الى ادلب ومعركة حلب واستقرار مدن الساحل والمناطق العلوية وغير ذلك من المشاهد يقع في هذا السياق؟
ويذكر الشيء بالشيء، فقصة الشرق اوسط جديد ماثلة ولم تسدل الستارة عليها كمشروع، والحديث عن تقسيم السعودية وليبيا مثل ذلك، وزوال دول وبروز اخرى لم يخرج من فراغ. ثم إن روسية اليوم ليست اقل شأنا من ايام الاتحاد السوفييتي وهي اكثر من يتقن فن التقاسم الدولي، وقد فعلت في اوروبا الشرقية وتقاسمت المانيا وعاصمتها برلين ايضا، فما الذي سيمنعها عن حصة في كعكة الشرق الاوسط.
ينبغي للتقسيم لكي ينفذ ويمر توفير الاستقرار، ولسوف يكون ذلك مسؤولية امريكية في مناطقها وروسية في ما ستحصل عليه، ومن ابرز القضايا التاريخية العالقة وتعيق الاستقرار مسألة الدولة الكردية والدولة الفلسطينية بما يقلق الجانبين التركي والاسرائيلي، ويفسر موقف اردوغان وتعنت نتنياهو وعدم حاجته إلى مفاوضات مع عباس؛ لأن الحسم النهائي سيكون امريكيا روسيا مشتركا، وبمقادير مختلفة.
قلنا هنا مرة إن العرب سيكونون الغائب الاكبر، ولن يشاركوا في تقرير مصيرهم عندما تزف لحظة التقسيم، واكثر ما سيحققونه هو تسلم وظائف جديدة في دول وظيفية مستقلة مرة اخرى.