أخجل أني حزبي إذا بقيت الأحزاب الأردنية بهذا العقل القمعي

 

اخبار البلد- عمر شاهين -في أحيان كثيرة يتمنى الإنسان نفسه لو لم يكن حزبيا طالما أن الأحزاب العربية تغرق بالرجعية، وتعيد نفس خطابها ، وتتمترس ، وراء ايديويلجيات  مغلقة دون أن تسعى لنقدها –بالرغم من أن العقل الحزبي الغربي انتفض مئات المرات ضد نفسه وأفكاره وراجع نظريات مؤسسيه.

الأحزاب الأردنية بحاجة أن نقف عندها عشرات المرات لنجري لها نقدا داخليا، فهي انشغلت بنقد الحكومات والأنظمة ونسيت نفسها ،والاهتمام بادبياتها والتفريق بين ثوابت نزاهة المقاومة والاندماج مع أنظمة سياسية فاسدة،  وتعاني اليوم من حالتي تكلس الأولى بظهور نفس أشخاصها وتحولها إلى صالونات ذات ضيوف ثابتين ، وانجراف النقد السياسي من الحرية والدفاع عن الناس إلى الدفاع عن أنظمة بالية وإرهابية.

في أي معنى حزبي تجد مثلا أن حزب جبهة العمل الاسلامي يدافع عن حركات إرهابية مثل القاعدة ورموزها ، بحجة أنهم يقاومون أمريكا، بالرغم من تلطخ هذا الحزب وقياديه الذين يسمونهم شهداء ، بالدم المسلم ،بحجة مقاومة الأنظمة ، وتجد أحزاب قومية تضع نفسها منصة للدفاع عن أنظمة عربية قومية  إرهابية مخابراتية تمارس اقسي أنواع الاضطهاد ضد الحركات السياسية وناشطي حقوق الإنسان وذلك بالتعذيب والسجن والإعدام ومصادرة كل الحقوق الإنسانية قبل السياسية.

نفس هذه الأحزاب التي نسمع خطابها هنا في عمان وتطالب بالحرية لها وهذا حقها، وتهاجم الحكومة الأردنية ليلا نهارا ، وتخون كل الاتفاقيات وتكيل التهم، ولكنها تدافع عن الأنظمة الإرهابية في ظل خطاب متناقض واضح الهدف والمعنى، وهذا ليس دفاعا عن الحكومة الأردنية التي لم تلامس الدمقراطية الحقيقية ولكنها جنة فردوس مقارنة مع الأنظمة الشموالية التي يدافع عنها بعض أحزابنا الذين يجدون من المخابرات العراقية والسورية والإيرانية منابرا للحرية.

صرت في أحيان كثيرة أتجنب لفظ إني حزبي وأتمنى لو أني بقيت فردا مستقلا برأي أتحمل تبعات رأي الشخصي فمع أني انني لحزب الجبهة الأردنية الموحدة الذي يعرف بوسطيته ومواقفه المعتدلة ، ولكن اصدم برأي بعض أعضائه  ، فهناك من حزبي – كرأي شخصي لهم- من يدافع عن مجرم مجنون مثل القذافي ، وآخر وجد في إضراب الأطباء خيانة للوطن، بل وصل في بعضهما الغضب من استنكار الحزب لمداهمة الدرك لشباب 24 آذار واعتبروا ضربهم والتنكيل بهم في ذلك الشكل المريب واجب امني .. تخيلوا العقول الحزبية التي تصل أحاكمها القمعية إلى درجة مخيفة جدا.

في ظل مطالبات التنمية الحزبية ومضاعفة نسبهم في البرلمان بل المطالبة بان يكون لهم حكومة تتسلل من الأحزاب إلى البرلمان أو يسمى الملكية الدستورية وتخيلوا من سيحكمنا من يجد قتلة المدنيين مجاهدين،  ومن يصف آصف شوكت مدير الاستخبارات السورية السابق و وماهر الأسد  السورية بطلا ثوريا ، وكذلك بإفراد المخابرات العراقية والنظام الإيراني ، أي عقول سوف تحكمنا.

المشكلة أن اكبر الأحزاب في الأردن مرتبطة ايدولوجيا بما سمي بدول الثورات أو الممانعة والتي لم تطلق رصاصة واحدة ، في حياتها ولكن فتحت مسارحها لمن يريد ممارسة هواية الخطابة والصياح والتحدث خارج وطنه، فظنوا هؤلاء أنهم ثورين ، حينما لا نعود نفرق بين التهريج وبين الثورة بين الكلشنكوف وبين المايكرفون بين تراب الجبهة وبين شرشف الفنادق وبين عدس الحصار والبوفيه السوري المفتوح على حساب الشعب .

لا بد ان الكثير من رؤساء الأحزاب وخاصة اليسارية  والإسلامية والقومية البعثية يدركون أن أقداح التمر هندي التي كانوا يحتسونها في دمشق، ما هي إلا مال حرام من اللص ماهر مخلوف الذي سرقه مع من سبقه من البعثين منذ أربعين عاما باسم شراء السلاح من الشعب السوري الذين كانوا يصطفون ساعات طويلة ليحصلوا على السكر من الجمعيات.

 وسيدرك هؤلاء وخاصة جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يصفقون لبشار وأخيه رئيس عصابات مافيا سرايا الدفاع ماهر الأسد أنهم كانوا يجلسون مع من قتل وعذب آلاف السورين ومع من يزج الناس في سجون الويل الشيطانية في سجن تدمر حتى وصل القذارة في هذا النظام البعثي الدموي بان يسمي أسوا أنواع فروع الإعدام السياسي بفرع فلسطين .

 

هذه الأحزاب الأردنية التي استعملت كل ما تملك من كوادر وشعارات في المطالبة للحرية لها تمارس اليوم السكوت عما يجري بفي سوريا سوى عبر بيانات خجولة تتسم في الأدب الجم  ومن شاهد حماس حزب جبهة العمل ضد نظام مبارك وعابدين والقذافي يمارسون السكوت وهم يشاهدون مقتل وسجن وجرح الآلاف من الشعب السوري وذلك بعد معاناة طويلة استمرت لأربعين عاما .

في مشهد واضح صرنا نرى البعض يجاهر بالدفاع عن مجرم بعثي سوري أو عراقي وذلك بسم القومية ، وهذا الذي يعيش بيننا كان قبل شهر يطالب بحرية الإنسان العربي.. فأي  مقاومة وحرية التي تضطهد شعوبها وتقتلهم حتى أثناء تأدية الجنازات وأي  فكرة قومية تحكم من خلال السجون والكرباج ، حقا إن كانت هذه أفكار المعارضة والأحزاب في الأردن فاني اخجل أن أكون حزبيا ،فمن تنتقدوهم من الدرك والمخابرات وغيرهم من الأجهزة الأمنية لديهم احترام لحقوق الإنسان مئة ضعف وأكثر ممن يمارس إرهابه الفكري .

ولدي سؤال أخير كم حزب في الأردن انتقد إجرام نظام سوريا منذ أربعين عام ولليوم وماذا يختلف النظام السوري عما يمارسه الاحتلال الصهيوني وماذا تختلف إيران بشعيتها عن سوريا بعلويتها ، ما الفرق بين من ارتكب صبرا وشاتيلا  ومن سحق تل الزعتر ببنادق سوريا ودك حماة بالمدافع هذا أوجهه لكل من أحر ضميره بصحن تبولة ولتعيش جبهة الجولان المغلقة منذ أربعين عاما وعاشت مقاومة لم تطلق رصاصة وعاش جيش هرب وهزم في كل حروبه مع إسرائيل واليوم يستعين بشبيحة لقتل شعبه ..

Omar_shaheen 78@yahoo.com