كلما أشعل الوجد حنينا


يخبو الضوء رويدا رويدا ويتكشف ان زيت القنديل في القاع والشعلة في آخر طرف لها، وانذاك تصبح الدنيا جامدة تتكلس فيها كل معاني الاندفاع وتموت منها روح المغامرة ولا تنفع معها الذكرى إلا لجهة تكريس الوجع، ولا يندمل جرحا هنا ويستمر مفتوحا كحنين لأيام خلت لن تعود ابدا. والوقت يمضي والعمر يهدر ولا يعود بعدها الصوت بأي نبرة الا من انين وشهيق حسرات والنفس نسيا منسيا، فأي ذكرى تلك التي يبعثها المكان وما عاد الزمان نفسه وغابت عنه اللهفة تماما.
ويتوه ما تبقى من وقت كلما كان الجواب لا ادري وكان قبلا محددا ويحتل كل الاولوية، وتتحول الاشياء الى عابرة وحسب الظروف ولا يعود مهما ان حل وقت او ضاع طالما الفرق اختفى وبات مع الامر دون اهتمام إن الابيض اسود او الثلج كالح، وكما الشيب لا تنفع معه الاصباغ ولا يغير حقيقة يكون حال الروح، والفرق بتركها لتتفوق او تسهيل مهمة انتحارها. وكما كل الاشياء تموت ايضا الرغبات، والاحاسيس تتقشب، وتصبح كل ايام العمر خريفا تتساقط فيها الاسباب والمعالم منها ذابلة وتقف عند حد قضاء الوقت، وهو يمر بلا معنى سوى مجرد وجود في طريقه لخط النهاية.
والقدس تعود فلسطينية عربية بقرار ثقافي، ونعد العدة للاحتفال قبل ان تتاح الصلاة فيها، ونتنياهو يعتبر الامر هذيانا، والمكسيك قامت بالواجب نحوه ولم تقصر. والموصل تنتظر مجزرة وحلب على مواعيد معها رغم الهدنة، وصنعاء لا تدفع الرواتب واصحابها يحتجون ضد الحوثي من اجلها وليس ضد هادي، ثم ما الفرق ان بقي الدواعش في الموصل او ترك لهم ممر امن للانتقال الى الرقة.
ويقول محلل عبقري ان امريكا تريد العراق وستمنح سورية للروس، وكأن هذه وتلك ليس لهذا وذاك اصلا.