نهاية موسم البطيخ


السعودية غاضبة من مصر، والاردن يرسل وفدا رفيعا للرياض، والقاهرة تستقبل رئيس الاجهزة الامنية السورية، وحجم الاستثمارات الكويتية في الاردن قيمتها 12 مليارا فما البال بالسعودية؟
وفي اليمن يعلن هادي استعداده لهدنة مشروطة لثلاثة ايام، ولا يجد آذانا صاغية؛ باعتبار الحوثيين ليسوا بحاجة لها، وموسكو تعلن استعدادها لهدنة في حلب لمدة 8 ساعات فقط، والامم المتحدة تقول إنها ليست كافية، ترى هل الحرب معها ام على من عرضت الهدنة اساسا؟
وفي ليبيا تزداد الامور تعقيدا، ولم يعد معلوما عدد الحكومات فيها، ولا مجالس الشعب ولا الفرق بمن هو شرعي او عكس ذلك، وداعش فيها تلعب مع الاطراف كافة والمعركة محتدمة بين الليبيين انفسهم، وحفتر يصر على أنه الممثل الشرعي، والوحيد للشعب الليبي، ولا يدري بحال منظمة ياسر عرفات التي حملت ذات الصفة، وما هو مصيرها الان والى ماذا انتهت.
ورغم ما تمر به مصر من ازمات وطبيعة العواصف التي تجتاحها، إلا أنها ليست بالغباء او الرعونة الذي يجعلها تختلف مع السعودية، وقد كان ملكها قبل شهرين اكبر ضيف يحل على السيسي الذي اطلق اسم سلمان على الجسر الموعود، وهي لولا ادراكها لنهايات بعينها في اليمن وسوريا لما خرجت عن الخط السعودي، غير ان الرياض تناطح الحجر كي لا تنكسر سياساتها في كلا البلدين، او تكون الخاسر الاكبر هي ومن معها، وإن مصر تبتعد عن الرياض فعلى غيرها ان يدرك لماذا عله يستفيد ايضا.
المشكلة هنا ليست بحذف موضوع كيف نحرر القدس من المناهج، ولا بعدم سفر فاطمة الى مكة وسفر لميس الى بيروت، ولا هي بكيفية دخول الحمام ولا بعائلة محمد التي تركت مخلفاتها على الشاطئ في البحر الميت، ولا هي كذلك بأزمة السير والغلاء والفقر او حتى بأي من الموبقات اليومية التي يعيشها المواطن، ولا هي كذلك بكتلة وطن النيابية التي تضم 20 نائبا منهم عاطف الطراونة، وانما بتصدير الزيتون للعدو، وناصر جودة الذي يحمل كل ملفات الخارجية بيد واحدة، ويردد عدم التدخل بالشؤون الداخلية لدول الازمات، ولم يقل قط: «فخار يكسر بعضه».