(وصفة اصلاحية) أردنية لسورية !

 

يجب أن نتوقف في الأردن طويلا عند التقارير التي تتحدث عن أن الأردن "يوجه النصح والإرشاد لسورية ويقوم بجهود لمساعدة النظام على الخروج من أزمته", ويجب أن نسأل بشكل غير بريء بالطبع عن هذه "الشهامة الأردنية", تجاه الأشقاء السوريين. وبعد أشهر من لوك كلمة الإصلاح في الفم الحكومي دون نتيجة, من حقنا أن نسأل إن كان الأردن الرسمي يملك كفاءة وجدارة تقديم الوصفات الإصلاحية للآخرين ?. وفي حسبة سريعة لا يبدو أن الحكومة الأردنية تملك ذلك ولا حتى ربعه, فقد أثبتت للعالم أن لدينا في الأردن "بلطجية" بمواصفات أردنية تستحضر "الفزعة " بصورة عصبية مقيتة, وتدفع بهم جهرا وسرا لمواجهة شباب يطالبون بالإصلاح, فماذا سيقدم الأردن لسورية على هذا الصعيد? هل سيقدم له وصفة نفي العلاقة بين النظام و"الشبيحة" وممارسة لعبة الإنكار وكأن هذه المجموعات كائنات فضائية تهبط من الفضاء على صحون طائرة, وكأنها لاتأكل من صحن الحكومة وتأتمر بأمرها?. ويبدو ما سيقدمه الأردن على صعيد تجربة التعامل مع الإعلاميين للشقيق السوري بائسا لا يجدي. وإن كان صحفيو الأردن باتوا هدفا معلنا وغير معلن للإساءة والضرب والاعتداء من كائنات غير فضائية بالطبع, فالأخ السوري قرر خلع السن ووجعه وأخلى الساحة بالكامل من الصحفيين والشهود, ولايبدو أن لديه النية لممارسة لعبة مراوغة مع الإعلام على الطريقة الأردنية.

أما الوصفة الأردنية الخاصة بمكافحة الفساد, فهي تستحق الاهتمام فعلا, لأن فيها ابتكارا غير مسبوق, يقوم على إخلاء أرض الوطن بالكامل بما في ذلك السجون, و"تنظيفه" من المفسدين باستخدام سلاح "الإبعاد" إلى لندن, ويستحق الإبداع الأردني على هذا الصعيد أن يحمل علامة مسجلة باسم "شاهين". ولاتبدو فكرة تبادل الخبرة مع الشقيق السوري على هذا الصعيد بلا قيمة, فهي بلا شك ستحظى بإعجابه.

لقد سجلت سوريا خطأ فادحا عندما تركت للاجئين الفلسطينيين أن "يقتحموا " حدود بلادهم, ويسقطوا شهداء على تراب وطنهم, كان من الأجدى اتباع الوصفة الأردنية, وبدل أن يجري اطلاق الرصاص من الجانب الإسرائيلي,كان يجب أن يطلق الرصاص من الجهة المقابلة, وهذه الوصفة الأردنية لها فعل السحر لدى واشنطن, وهي تفعل فيما تفعله أنها تجنب "الصديق الإسرائيلي" الإحراج أمام العالم, وتتحمل هي نيابة عنه "سواد الوجه".ويستطيع الأردن أن يعلم سورية أيضا, أسرار الدخول إلى مجلس التعاون الخليجي, ويفهمها الدور المطلوب.

يبدو مستغربا أن تجد الحكومة الأردينة في نفسها هاديا ومعلما إصلاحيا, فهي لا تملك حق ذلك وسجلت اخفاقها الكبير في أكثر من موقع, وعليها أن تفهم أن بقاءها إلى اليوم ليس إعجابا بـ"انجازاتها" كما أنه ليس ضعفا من الأردنيين, بل هو صبر الحليم الذي يوشك أن يعلن : آن لحكومة البخيت أن ترحل.