مشكلة «الإخوان» مع وزير التربية !


أغلب الظن، وليس بعضه، أن الحملة «الإخوانية» المتواصلة على الدكتور محمد الذنيبات ليس سببها التعديل الأخير على المناهج التربوية ولا لأن:»مخرجات التعليم.. في حالة يرثى لها»، كما يدعي «كبيرهم» !! بل لأنَّه غادر «الجماعة» بقناعة وطنية وسياسية بعد تجربة مرة معها مثله مثل الكثيرين من الذين مروا بالإخوان المسلمين إن من «الرعيل الأول» وإن من المجموعات اللاحقة!!.


وحقيقة أن عادة إلصاق كل العيوب والتهم بكل الذين يغادرون أحزابهم وتنظيماتهم لا تقتصر على «الإخوان المسلمين» بل تتعداهم لتشمل كل الأحزاب القومية.. واليسارية، الشيوعية وغير الشيوعية، ولعل ما لا يعرفه البعض أن بعض الأحزاب العربية، التي وصلت إلى الحكم بأحد الإنقلابات العسكرية التي عرفتها بعض أقطارنا «المكلومة»، كانت تحكم على كلٍّ متخلٍّ عنها وكل مغادر لها بالإعدام رمياًّ بالرصاص بتهمة الخيانة العظمى.. وهنا فإنني أعتقد أنه لا ضرورة لا لذكر الأسماء ولا للمزيد من التفاصيل وذلك :»لأنه لا تجوز على الميت إلا الرَّحمة «!!.

عندما كان الدكتور محمد الذنيبات محسوباً على الإخوان المسلمين كانوا يعتبرونه مجاهداً أكبر وكانوا يعتبرونه كفاءة لم يجد الزمان بمثلها بالنسبة لمنْ هم خارج هذه «الجماعة» وهذا في الحقيقة لا يقتصر على إخواننا «الإخوان» فالمعروف أن «الشطر اليساري» في حزب البعث في عهد ما بعد إنقلاب حافظ الأسد لم يخجل من أن يحكم على ميشيل عفلق «الرفيق المؤسس» و» المنظر الأول» بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى والعياذ بالله ... وهذا ما كان حصل مع حركة القوميين العرب عندما لجأت في اليمن الجنوبي إنْ بإسم الجبهة القومية وإن بعد ذلك عندما أصبحت ماركسية – لينينية إلى تصفية فيصل الشعبي بتهمة الرجعية وعندما حكم الرفاق بالإعدام على سالم ربيع علي «سالمين» بتهمة علاقاته بالرجعية العربية .

وبالطبع فإنه بالنسبة للأحزاب الشيوعية التي حكمت في روسيا وفي كل دول أوروبا الشرقية وفي الصين وفي العديد من دول العالم «فحدِّث ولا حرج» إذْ أنَّ جوزيف ستالين بعدما هيمن على الحزب وعلى الدولة وعلى الشعب وعلى كل شيء في الإتحاد السوفياتي وبعدما قتل ما قتل وأعدم ما أعدم بادر إلى إرسال «جلاوزته»من الشرطة السرية (السوفياتية) إلى المكسيك لإغتيال مؤسس الجيش الأحمر وصاحب :»الثورة المغدورة» ليون تروتسكي ( ليف دافيدوفيتش برونشتاين ) بطريقة بربرية بشعة تقشعر لوصفها الأبدان .

كل الذين غادروا الإخوان المسلمين على أساس الإختلاف معهم تنظيمياً وسياسياً لاحقتهم الإتهامات التي كما يقال :»ما أنزل الله بها من سلطان» وهكذا وإذا كان مصير الذين «إنشقوا» وغادروا بعض الأحزاب العربية القومية والماركسية الإغتيال الجسدي فإن مصير كل الذين غادروا هذه «الجماعة» إفتراقا و»إختلافاً» كان التشويه والإغتيال السياسي وبطرق قاسية وبشعة .

ولعل ما يجب التذكير به في هذا المجال هو أن حال أحزابنا العربية بل والأحزاب الشمولية غير الديموقراطية في كل مكان مِنْ كوبا غرباً وحتى كوريا الشمالية شرقاً كحال ذلك الزوج الذي بعدما يختلف مع زوجته «الحبيبة» المسكينة التي كان «يذوب» هياماً في حبها لا يتورع من أن يُلصق كل التهم المعيبة والمشينة بها .. وبعضهم قد تصل به الحماقة إلى قتلها بعد التشهير الكاذب بها وهذا على غرار ما تفعله بعض الأحزاب بقادتها وأعضائها الذين يضطرون لمغادرتها والإنفصال عنها بعد إختلافهم معها !!.