راحلون عرفتهم
اما عيسى الناعوري، رحمه الله فقد تعرفت اليه عن كثب، ودار بيننا حوار حول النقد الادبي على صفحات «الدستور»، وشهدت جانبا من جهده المحمود في انشاء «مجمع اللغة العربية الأردني»، وقرأت له «أدب المهجر» و»الشريط الأسود»، ومقالات وقصائد، وكان من ابرز سماته الثقة بالنفس والتواضع مع الآخرين.
اما «اديب عباسي» فقد كنت بصدد ان اكتب مقدمة لطبعة جديدة من كتابه «عودة لقمان» وما زلت احتفظ برسالة منه لي بهذا الصدد.
اما «سليمان موسى» مؤرخ الأردن الأول، فقد انعقدت بيننا صداقة طيبة حميمة سمحت لي ان أُشارك ببرنامج تلفزيوني عنه وعن منهجه في التاريخ، وما زلت احتفظ برسالة منه يدعوني فيها الى زيارة منزله «خلف جريدة الرأي» لأتمتع بقطوف من عنب الدالية النضيج، ولكن المنية حالت دون ذلك. رحمه الله.
اما «خالد الساكت» فقد كنت اختلف الى دارته في العيزرية من السلط الشمّاء مع الصديق الدكتور محمد عطيات، وكنت معجبا بصدقه المطلق وروحه العروبية، وقد حظيت بمقالة منه في كتابه «مرايا صغيرة» كما شرفتُ بأن يهديني احدى قصائده، وان اكتب مع «سليمان فياض» من مصر العزيزة مقدمة لمجموع اعماله. رحمه الله.
واما «تيسير سبول» فقد تعرفت اليه في مبنى الاذاعة الأردنية أوائل السبعينيات، وكنت شاهدته قبل ذلك في برنامج تلفزيوني عن كتاب «تدهور الحضارة الغربية» لازوالد شبنجلر وأُعجبت بعمق فهمه للكتاب، ثم كتبت عنه فصلاً في كتابي «مسلّمات في ضوء التحقّق». رحمه الله.
وأما «محمود العابدي» فقد تعرفت اليه حين كان مستشاراً في المكتبة العامة لأمانة عمان، وأهديته حينها أول عدد من مجلة «أفكار» أُشِرف عليه، وسمعت منه كلاماً مشجّعاً رحمه الله.
ولقد تعرفت إلى «فايز محمود» «وكان بيننا من المحبة والإخاء ما كان، وكنت اختلف الى سكنه (المتنقل) من المفرق الى عمان، وأُلازمه، وأخوض معه ألواناً من الحوار في الأدب والفلسفة. وكان له رحمه الله صداقات عربية كثيرة اذكر منها أمل دنقل من مصر، وأبا القاسم الحاج حمد من السودان، ويحيى يخلف من فلسطين، وآخرين وفد شرفت بتقديم كتابيه: «اوراق فلسفية» و»الحقيقة: بحث في الوجود».
اما «ممدوح أبو دلهوم» فقد كان صديقاً دائماً منذ مطالع الشباب الى مشارف الكهولة رحمه الله.
هؤلاء بعض من رحلوا ممن تعرفت إليهم. وقد كانت المعرفة بهم هي سبيل المحبة والصداقة، ولا ريب أن في الذاكرة آخرين تملأ ذكراهم الخاطر.. ولكل تذكّر أوان