د. إبراهيم علوش في ندوة حول الحراك الشعبي العربي
مروة بني هذيل/
نظمت لجنة مقاومة التطبيع- فرع الزرقاء، ندوة حول الحراك الشعبي العربي وانعكاساته على الصراع العربي الصهيوني، ألقاها الناشط والكاتب السياسي الدكتور إبراهيم علوش، وذلك في مقر الحزب الشيوعي الأردني أمس في تمام الساعة السادسة والنصف مساء .
وركز علوش حديثه حول الدور الأمريكي في الحراك المعارض في الدول الموالية مشيراً إلى أنه قبل حوالي عام من الثورات العربية في الأنظمة الموالية للولايات المتحدة تحديدا، نشر على احد المواقع تقريراً بالعربية يضم ملخصاً لدراسة أمريكية بعنوان "دعم الديمقراطية ضروري للمصالح الأمنية".
وبين علوش ملخصا لما تضمنته هذه الدراسة، في أن الأنظمة المتعاونة مع الولايات المتحدة في المنطقة العربية يجب أن تتم إعادة إنتاجها بصيغة ديمقراطية، وإن المواطن العربي يربط بين السياسات القمعية لتلك الأنظمة وبين تحالفها مع الولايات المتحدة، ما يزيد منسوب العداء للولايات المتحدة في الشارع العربي، وإن الصراع العربي-الإسرائيلي، كأحد مصادر النقمة الشعبية العربية على الولايات المتحدة، مشيرأ الى أن هذه الدراسة اشتملت على توصيات تتعلق بكل من مصر والأردن واليمن والمغرب ولبنان.
واستنكر علوش بان يكون الحراك الشعبي والشبابي في تونس ومصر هو من إنتاج الولايات المتحدة، كما تذهب بعض التقارير الروسية، قائلاً:" ليس من المعقول أن تتمكن الولايات المتحدة من إنتاج ثورات مليونية في الوطن العربي، بل ثمة عوامل داخلية للثورة انطلقت من دوافع مشروعة مع افتقادها منذ البداية للتنظيم والقيادة الثورية ."
ومن جانبه أشار الكاتب السياسي إبراهيم علوش إلى مفهوم الامبريالية المستخدم في الأدبيات السياسية، قائلاً:" الامبريالية ليست مجرد رديف لتعبير “الاستعمار” بل هي منظومة من علاقات الهيمنة الدولية، ذات أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية وعسكرية، بل أنها قد تترك السيطرة العسكرية المباشرة لوكلاء لها في البلدان المفتوحة ما داموا قادرين على إبقاء تلك البلدان ضمن منظومة الهيمنة الإمبريالية، أي كمصدر للمواد الخام، واليد العاملة الرخيصة، وكأسواق، وكميادين لاستثمارات الشركات الرأسمالية العالمية، والأهم بقاءها سياسياً وعسكرياً كجزء مضمون من الحلف ضد أي دول أو قوى تخرج عن تلك المنظومة الإمبريالية."
في سياق تحديد الموقف من النظامين السوري والليبي والتمرد المدعوم خارجياً عليهما، أوضح علوش بانه لابد من تحديد التناقض الرئيسي وتحديد معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء.
وتساءل علوش عن دور الحريري والقوى الخليجية والعصابات المسلحة التي تلعب في سوريا، مستنكرا وجود هذه الألاعيب في الدول التابعة للإمبريالية مثل مصر وتونس، وتساءل عن لجوء المعارضة للسلاح في الدول الممانعة وليس في الدول التابعة، وعن ما تحمله المعارضة من مشروع لتغيير الرأس دون تغيير النظام في تونس ومصر، حيث بقيت التبعية والعلاقة على حالها مع الطرف الأمريكي-الصهيوني، أما في سوريا وليبيا فإن المطروح هو تغيير النظام وتفكيك البلد، وليس تغيير الرأس فحسب؟!
قائلاً:" من هنا يصبح طرح مطلب إسقاط بشار والقذافي في هذه اللحظة من قبل قوى عليها عشرات علامات الاستفهام مطلباً مشبوهاً."
أخيراً، وجه علوش دعوة لعدم الاهتمام بالدعايات التي تطلقها وسائل الإعلام الصفراء حول النظامين السوري والليبي، مضيفاً:" باختصار، التغيير إن لم يكن مناهضاً للإمبريالية والصهيونية فإنه على الأرجح من صنعهما."