الأكاديميات الأردنيات


تقول إحصاءات عام 2016 م بأن عدد أعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة بلغ عشرة آلاف و675 مدرسا ومدرسة ، وأن عدد الأكاديميات من بينهم 2836 مدرسة جامعية ، منهن 1424 فقط من حملة درجة الدكتوراه ، و7 % منهن فقط يحملن درجة الأستاذية ، وهو عدد ضئيل جدا قياسا بما نراه من إقبال كبير للمرأة الأردنية على التعليم العالي ، بحيث أن نصف عدد الجالسين على مقاعد الدراسة في الجامعات تقريبا ، هن من النساء ، وهو عدد كبير بالتأكيد ، ولو حاولنا تحليل توجهات الأكاديميات الأردنيات لوجدنا أن غالبية حملة الدكتوراه في الأردن هن في مجال الآداب ، إذ يبلغ عددهن 261 ، في حين يبلغ عدد الأكاديميات في العلوم التربوية 259 دكتورة ، مقابل 139 في حقل التجارة والأعمال ، وأقلهن في حقل الصيدلة ، حيث يبغ العدد 104 مدرسة تحمل درجة الدكتوراه ، وهذه الإحصاءات ليست وافية لكل الحقول ، لكنها تقول بكل وضوح بأننا لا نجد من بين الجامعيات الأردنيات العدد الكافي للوصول إلى درجات السلم الوظيفي في الحقل الأكاديمي .
فخلال مسيرتنا الأكاديمية من عمر الجامعات الأردنية التي تصل اليوم إلى أكثر من نصف قرن ، لا نجد غير 27 امرأة وصلن إلى منصب عميد كلية من أصل 300 عميد للكليات ، وبالطبع فإن اللواتي حظين بإدارة الجامعات في موقع الرئيس أو نائب الرئيس أقل من أصابع اليد الواحدة ، وهو أمر يستحق التوقف والتحليل بموضوعية ، صحيح أن العمل الأكاديمي لا يجرّ بالنتيجة إلى العمل الإداري ، فالإدارة فن وعلم يحتاج إلى مواصفات قد لا تتوافر لدى كل حملة الدكتوراه ، لكن هذا لا يعني بالتأكيد أن المواصفات الإدارية لا تتوفر لدى الأكاديميات الأردنيات ، وربما كانت هذه النتيجة متوقعة ، عندما نعود للمعلومة التي تقول بأن 7 % فقط من حملة الدكتوراه من الأكاديميات الأردنيات وصلن إلى رتبة الأستاذية التي تؤهل صاحبها للوصول إلى المناصب الإدارية العليا ، فهل تقول هذه الإحصاءات أن الأكاديمية الأردنية لا تحصل على حقوقها الوافية لأسباب كثيرة ، أم أننا نتفهم طبيعة التركيبة الاجتماعية المترددة في قبول صعود المرأة إلى القمة باعتبارها ربة بيت قبل أن تكون مؤهلة للجلوس على كرسي الإدارة العليا ..؟ لا ندين ولا نحسم الرأي في مثل هذه الظاهرة ، لكننا نتوقف فقط عند الإحصاءات التي تقدم ظاهرة تحتاج إلى تحليل ، ولا نظن أن الأمر يرتبط بكوتا أو موقف صاحب القرار بقدر ما يبدأ من المرأة نفسها ، لأنها الجهة الوحيدة القادرة على إحداث التغيير الجذري ، ولا نقول بأن المرأة مظلومة وتحاربها الفئات التقليدية إن استطاعت أن تقنع الجميع بقدراتها وتميزها ، وربما كان علينا أن ندعم جهود الأكاديميات الأردنيات ونعتز بمسيرتهن التي تؤشر على صعودنا للقمة ، فنحن في وطن يعرف قيمة الجهود التي قامت بها المرأة الأردنية معلمة وعاملة ، فما بالنا بجهود المرأة الفكرية والعقلية والإبداعية ، صحيح أن الأعداد أقل مما نتمنى ، لكن الجهود تقول بأن حضور الأكاديمية الأردنية على الصعيد الإبداعي وتأليف الكتب والمشاركات في المؤتمرات في الداخل والخارج ، يستحق الإشادة ، رغم أن الفرص أمام صاحباتها أقل من القليل ، تحية إعجاب بجهود الأكاديميات الأردنيات اللواتي يقفن في الصف الأول ، نفرح بانجازاتكن ونتطلع لوصولكن للقمة في وطن آمن يرتقي بالتعليم .