نهبونا............. فسكتنا
هم لن يحملوا الوطن في كيس ويدلِّلوا عليه في المزاد او يفرغوا ترابه في قواوير زراعة ومائه في قوارير ويضعوه في مستنبت برسم البيع وإنّما هي خطط جهنّمية يسلكها الفاسدون لإيصال نفسيّات المواطنين الغلابى الى القهر والإحباط بحيث يصبح المجهول في بلد الغربة اكثر آمانا من المعلوم في الوطن وشيئا فشيئا يُفرغوا الوطن من اهله ويجرِّدوه من معناه بحيث يُصبح لقمة سائغة في يد الأعداء والفاسدين ويتقاسموه حسبما يشاؤون ولكنهم خسئووا وسينقلبون على اعقابهم ونجعل كيدهم وسيوفهم في نحورهم ما دام هناك مُخلصون لتراب الأردن ورايته وفي المقدِّمة الهاشميُّون احفاد رسول الله ومن آل بيته الأطهار يتبعهم نشامى وابناء واحفاد من بنوا الأردن طوبة طوبة ورضعوا من حليب أمهاتهم الكرامة والعزّة وأقسموا قبل ان يتعلّموا الكلام ان الأردن كان المهد وسيكون اللحد وانهم مشاريع شهادة فداء لتراب الأردن ومائِه وكل نسمة هواء فيه .
ولطالما لوّح العدوُّ الصهيونيّْ بمسرحيّة الوطن البديل متناسيا العدوُّ أنّه احتل الضفّة الغربيّة لنهر الأردن المقدّس والقدس الشرقيّة بقوّة السلاح من الأردن حيث كان الأردن بضفتيه وحدة جغرافيّة وسياسيّة واحدة وان العدوُّ الإسرائيلي ضرب بكل قرارات مجلس الأمن والجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة عرض الحائط ورفض جميع قراراتها ومنها القرارين 242الذي صدر في 22/11/1967 و338 الذي صدر في 22/10/1973 والذي كانت الضفّة الغربيّة المحتلّة حتى ذلك التاريخ جزءا أساسيا من المملكة الأردنيّة الهاشميّة فاين سيكون البديل الذي كان وما يزال يروِّج له الصهاينة إلى ان تدخّل العرب وقد يكون بإيحاء من الإدارة الأمريكيّة الحاضنة لدولة العدوان واسبغوا ثوب الشرعيّة الأحاديّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة لتمثيل الشعب الفلسطيني في الضفّة والشتات وكأنها مسرحيّة تتالت فصولها التي نُسجت في الخارج وبمباركات عربيّة في اغلب الأحيان وكان الأردن دوما مع الإجماع العربي وبحكم العلاقة الملتحمة بين الشعبين الأردني والفلسطيني كان ينفِّذ رغبة الفلسطينيّين حتى تم فك الإرتباط القانوني والإداري مع الضفّة الغربيّة في 30/7/ 1988 حيث اعلنت الدولة الفلسطينيّة على الورق في 15/11/1988 .
ومع ان دولة العدوان لا يمكن الوثوق بها حيث رفضت تطبيق قرارات سابقة للأمم المتحدة مثل قرار 181 والذي صدر في 29/11/1947 وقرار 194الذي صدر في 11/12/1948 ورفضت حق العودة للآجئين الفلسطينيّين وحق التعويض ولا حتّى لمْ شمل العائلات الفلسطينيّة واستمرت في الإستيلاء على الأراضي الفلسطينيّة وبناء المستوطنات وحطّت يدها على الأملاك الفلسطينيّة بعد تهجيرهم من فلسطين التاريخيّة وهكذا اكملت على احتلال فلسطين وحيّدت مصر وأدخلت سوريا ولبنان في هذه الدائرة حيث عجز مؤتمر الطائف او المنظمات والمليشيات اللبنانيّة على تغليب مصلحة لبنان وفلسطين على المصالح الطائفيّة والمذهبية والشخصيّة واشتعلت حرب اهليّة استمرّت طويلا وافرزت حزبا شيعيّا غير جبهة الأمل وانسحبت اسرائيل من الجنوب اللبناني في 22/5/2000 كما انسحبت عسكريّا من قطاع غزّة في 15/8/2005 .
ولكي لا يكون الفاسدون صنوان للأعداء فالعدوُّ الإسرائيلي والإرهابيّون يستهدفوننا من خارج الحدود والفاسدون يستهدفونا من داخل مجتمعنا وهدف كليهما عدواني يريدون إفقارنا وتجويعنا أكثر وتجهيل ابناؤنا بدلا من الإبداع وزرع الفتنة بيننا ليسود البغض والكراهية بيننا بدلا من المحبّة والسلام لا سمح الله .
ونحن شعب عربيُّ ساكت رغم الأعادي
شرّدنا العدوُّ ونهبنا الفاسد ومددنا الأيادي
تفرّقنا وحاربنا بعضنا البعض كمن بالبوادي
جمَعَنا الحبُّ دهرا وفرّقنا المال ودرب الفساد
سكَتْنا على العدوِّحينا وتعوّدنا على ودِّ الفساد
والظلم بات فينا عادة والكذب اضحى إعتياد
والصبر اضحى تاريخا بعد ان نفذ أيُّ مراد
لنردع العدوُّ والفاسد إن نادى يوما المنادي
حيّ على النضال من اجل عيش كريم وعادي
لبناء أوطان نظيفة قويِّة لا تخترقها الأعادي
من الداخل والخارج لأيِّ من أسوار بلادي
فالعدو والفاسد أخوان في قتل حلمي ومرادي
وقد سكت شعبنا العربيِّ طويلا على العدوِّ الصهيوني الذي ما زال يخطِّط مع الدول الظالمة لتدمير شعبنا العربي واحتلال ارضه في فلسطين وغيرها وتدمير الشواهد على الحضارة الإسلاميّة أنّا إستطاع ذلك لبناء احلام واهية له على انقاض تاريخنا واستعمل ادوات شتّى منها تغيير قيمنا وتشجيع الفساد في مجتمعاتنا ناهيك عن المال والإعلام وإثارة الفتن والشهوات وكل تلك الأدوات وغيرها مدعومة بالحروب والأسلحة الفتّاكة محدثة المجازر والقتل والدمار وهدم المقدّرات والإنجازات والمكاسب المحقّقة لذلك نقول ان العدوّ والفاسدون نهبونا المال والقيم فسكتنا ولكن لن نمكِّنهم ان يسلبونا اوطاننا بعد الآن فكفى .
وإذا كان المسؤولون والموظفون في الحكومة خدما للمواطنين فكيف يقبل العقل والمنطق أن يكون دخل المسؤول عدّة أضعاف دخل الموظّف العادي أوليس المواطن بني آدم له احتياجات معقولة كاحتياجات المسؤول في معظم الأحوال أم ان المسؤول يجب ان يُنشأ اعمالا ومصالح خاصّة تدر عليه مداخيل إضافيّة والتي مهما كانت متواضعة فهي تؤثِّر سلبا على موازنة ومديونية الدولة وتدمِّر نفسيّة المواطن الفقير والجائع فأين الرئيس الشجاع الذي يستطيع ان يعيد التوازن في مداخيل المواطن والمسؤول كما كانت قبل نصف قرن من الزمان .
اللهم احمي الأردن ارضا وشعبا وجيشا وقيادة واجعل العدالة والمساواة مظلّة تحميه من كل ما يُكدِّر صفو عيشه واحفظ قيادته الهاشميّة صمّام امن وآمان لضمان عيش كريم لشعبه ويكبح جماح تغوُّل الحكومة ومسؤوليها على الشعب المعوز وعدم مبالاة البرلمان بجوع وفقر المواطنين الذي وجد بعضهم تجارة النبش في الحاويات اسلوبا كريها للعيش الكريم وتربية الأطفال رجال المستقبل الواعد والذين كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام كالخيل معقود في نواصيها الخير لأنهم قادة المستقبل الزاهر إن شاءالله وكما أكّد جلالة الملك في كتاب التكليف السامي للحكومة على التواصل مع الشباب وتحفيز إبداعاتهم وإستثمار طاقاتهم .
احمد محمود سعيد
البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة
ambanr@hotmail.com
10/10/2016