أنا مسيحي لكن ثقافتي اسلامية
يقول الدكتور كامل العجلوني: المسيحيون في الأردن ليسوا مسيحيين عربا بل عرب مسيحيون لأنهم موجودون قبل أن يأتي الإسلام وعندما جاء الإسلام بقي من بقي منهم مسيحيا واعتنق الآخرون الإسلام لكن لم يتغير شيء على العلاقة بين الطرفين الذين يشتركون بتاريخ طويل من العيش المشترك.
وفي هذا السياق طرح الكتور العجلوني فكرة أعجبتني وأعتقد أنها ستعجب الكثيرين حيث يقول بأن العربي المسيحي هو شقيقي من أبي أي له ما علي وعليه ما علي ويترتب عليه كل ما أطالب به حتى لو كانت هذه المطالبة مطالبة دم. أما المسلم التركي أو الباكستاني فهو شقيقي من أمي ولا يوجد أي ارتباط بيني وبينه سوى صلة القرابة.
في الأسبوعين الماضيين وبعد مقتل الكاتب المرحوم ناهض حتر امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات لم نتعود عليها ولم تكن موجودة في الماضي وهي تدل على أن هناك أناسا يعتنقون أفكارا ظلامية لا تمت لثقافتنا بصلة والأديان منها براء لأن الأديان لم تأت لتخلق النعرات بين الناس بل جاءت لتقرب الناس من بعضهم البعض وتزيد من اللحمة الاجتماعية وتجعل الناس يؤمنون بأن الدين لا يفرق البشر بل يقربهم من بعضهم البعض.
في بلدنا الأردن بلد الأسرة الواحدة سنبقى كما كنا في السابق نعيش مع بعضنا البعض ونشعر مع بعضنا البعض ونقف مع بعضنا البعض بالرغم من حقد الحاقدين والناس الذين لا هم لهم إلا التفريق بين الإخوة وسيظل الأردن الوطن الطيب الذي نتفيأ بظلاله ونفترش أرضه ونتغطى بسمائه وسيبقى بإذن الله وطنا للجميع يتسع لكل أبنائه من مختلف الديانات ومختلف الأصول والمنابت.
لقد خلقنا جميعا هنا وسنعيش هنا ونموت هنا ولن نترك هذا الوطن الطيب مهما كانت الظروف والأسباب نفتديه بأرواحنا وسنظل مدينين له مهما تغيرت أو تبدلت الظروف.