قهر السرطان وقصته ألهمت الآخرين
اخبار البلد-
جيمي هول، رياضيّ بريطانيّ ناجح في ألعاب القوى ومُتسلّق لقمّة جبل كليمنجارو، وجد نفسه فجأة مريضاً بالسرطان وفقْد ساقه، لذا أخذ يستعين بساق اصطناعية. لقد حدث كل ذلك في غضون 7 أشهر، ومع ذلك قرّر تحدي إعاقته، ليشارك في سباق السبرانتاثون وهو سباق يهدف إلى تحطيم أسرع وقت لماراثون مسجّل في العالم ومساعدة المرضى في التغلّب على السرطان.
جيمي، وهو أبٌ لثلاثة أطفال، تسابق ليسجل اسمه في كتب التاريخ، حيث استطاع بعد فترة زمنية قصيرة جداً من إصابته بسرطان العظام وفقدان ساقه أن يركض من جديد بالساق الصناعية، كما أنه جعل قصّته مصدر إلهام للآخرين.
حصل جيمي هول ذو الـ 38 عاماً، على فرصة المشاركة في المرحلة النهائية من سباق السبرانتاثون، وهو عبارة عن ماراثون التتابع الذي يقام لمساعدة المرضى على الصمود أمام السرطان.
إنجاز ضخم
وقد شهد الماراثون مشاركة 422 شخصاً، كان من بينهم رياضيون وناجون من مرض السرطان ومشاهير. وقد ركضوا بأقصى ما لديهم من سرعة لتحطيم الرقم القياسي المسجل كأسرع وقت في سباقات المئة متر في ماراثون التتابع في العالم. وكان ذلك إنجازاً ضخماً لجيمي بعد أن عاش سنة مروّعة. لقد كان عدّاء الماراثون السابق قد بترت ساقه بعد أسبوعين من إنجاب زوجته طفلهما الثالث.
ويقول جيمي: أتذكر زوجتي وهي تمشي معي إلى غرفة العمليات، كانت حالة مروّعة، لأنني استيقظت في غرفة الإنعاش، ولم أجد ساقي وبدأت بالبكاء. ورغم حزني لكني أشعر بالسعادة لأني تخلّصت من الورم وتغلّبت على العقبة الكبرى. واستعدنا في الأشهر القليلة الماضية كعائلة حياتنا بوضعها الطبيعي الجديد، وبدأنا نشعر بالراحة والسعادة.
سرطان نادر
جيمي، الذي يعمل في مبيعات التكنولوجيا، شارك بخمسة سباقات ماراثون وتسلق جبل كليمنجارو، اكتشف العام الماضي ورماً في عظمة الساق. ويقول جيمي: لم أخذ يوم عطلة عمل في حياتي، ثم اكتشفت ذلك التليف الأحمر.
وقد اشتبه الأطباء بأنه النقرس، المتوارث في عائلة جيمي. ولكن الاختبارات كشفت أنه ورم خبيث صغير وهو نوع نادر من سرطان العظام الذي يصيب في المقام الأوّل الأطفال والمُراهقين. وخضع لـ 55 جلسة علاج كيماوي في أكثر من سبعة أشهر. ويقول جيمي الذي لديه ابنة عُمرها ثلاث سنوات وولدان عُمر أحدهما سنتان والآخر سبعة أشهر، إنه لم يبحث عن أي شيء بعد تشخيص إصابته بل فكّر فقط في التخلّص من السرطان، وفضل فقدان ساقه بدلاً من حياته.
الرياضة من جديد
ويضيف جيمي: في الدورات القليلة الأولى لا يعرف جسمك ما عصف به، فتحصل على كل شيء من تقرّحات الفم إلى التعرّق والإمساك، والشعور بالغثيان وغيره من الأعراض المزعجة. غير أني كنت مصرّاً منذ البداية بحيث لم أسأل عن الإحصاءات، بل أردت أن أعرف فقط ما إذا يمكن أن أصبح أفضل. وأخبرني طبيب الأورام، بأنه يمكن علاجي.
وفي يوليو الماضي تمّ تركيب ساق اصطناعية له، وكان حريصاً على العودة إلى الرياضة من جديد، من خلال المشاركة بخطوته الأولى في السبرانتاثون في مضمار ليتل مارلو لألعاب القوى في مقاطعة باكينجهامشير جنوب شرق إنجلترا.
المساعدة على مكافحة المرض
ويقول جيمي: كان لقائي الأول بساقي الصناعية يوماً خاصاً جداً، ولكن المشكلة كانت تكمن بوضع وزني عليها وهو ما جعلني أعيش العذاب. كان الألم في الشهر الأوّل لا يحتمل، لكن الأمر أصبح أسهل بمرور الوقت.
ويضيف جيمي: لقد صمّمت على الركض في الماراثون مرّة أخرى وفعل كل الأشياء المجنونة التي فعلتها من قبل، فلم أعتقد أنّ كلّ ذلك سيحدث لي. ولم يكن مرضي بالسرطان مرتبطاً بنمط الحياة أو وراثة. وإذا تمكّنت من المساعدة بشيء في أبحاث السرطان لأجل مكافحة المرض، فذلك يعني أن قدمت شيئاً عبر قصّتي التي صارت تلهم الآخرين.