مناهج مدرسية بلا نهكة تطويرية
غابت تصورات الطلبة والمعلمين والمجتمع تجاه المناهج وباتت اللجان المنبثقة عن الوزارة هي من يرتبط مصير أبنائنا الطلبة بها، وتناسوا أن المعلم والطالب هما القادران على تقديم تغذية راجعة مادام الجميع متفق على التطوير وترتيب بيتنا التعليمي لتزداد الثقة بالمخرجات القادمة والجيل الذي من الممكن التعويل عليه في قادم الأيام.
لنتفق أن الفريق الذي يدافع عن التطوير ممثلة بوزارة التربية والتعليم واللجان المنبثقة عنها لم تستطع لغاية الآن تقديم التبرير اللازم لحذف بعض الأحاديث والسور القرآنية أو كما يدّعي فريق التطوير إعادة نقلها لمواد أخرى من باب التخصصية في الموضوعات، كل هذا لا يمكن أن يتقبله المواطن والمعلم والطالب معا؛ لأن بعض الملاحظات التي تأتت من الميدان اعترفت فيها الوزارة وهذا يدل أن فريق التطوير قد وقع في أخطاء في لمساته التطويرية وأنه عدّل وبدّل وسحب وأضاف محتويات لا قيمة لها والتي لا يمكن أن ترفع من مستويات التفكير لدى الطالب.
المناهج ليست سلعة في حالة رفعها يمكن أن تؤثر على طبقة اجتماعية معينة، بل أن التلاعب في تفكيك أوصالها قد يمسّ كافة شرائح المجتمع ومن الممكن أن تغير في النمط التفكيري لديهم، فالكل يشهد أن مناهجنا القديمة والحالية على سوية عالية من المخزون العلمي ولكن ينقصها بتدعيمها بمهارات التفكير الإبداعي والناقد فيها، والتخلي عن الأسئلة التي تقيّد حرية التفكير بالإضافة، لتدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلبة الأذكياء والطلبة الضعفاء وبناء برامج تخطيطية وعلاجية واثرائية تتناسب مع ميولهم وطريقة التدريس المناسبة لهم.
لم تكن مناهجنا يوماﹰ أداة تحريضية على الفكر الغير المتزن؛ لأن فلسفتنا التربية واضحة ورؤيتنا التعليمية لم تكن يوماﹰ مبعثرة فنحن نخطط في النور وليس الظلام وما ينقصنا فقط هو توسيع دائرة الحور لنتعرف على ما يريده الميدان من تصورات لكي نقوم بتوظيفها في مناهجنا.