الإخوان المسلمين».. هذا هو حجمكم


مارس الشعب الاردني العظيم بكافة اطيافه ومكوناته حقه الدستوري والديمقراطي وسط أجواء يسودها النظام والأمن والاحترام والاخلاق الأردنية الرفيعة بغض النظر عن بعض المنغصات التي لا تذكر والتي تم التعامل معها بشفافية ومهنيه عالية ، عززت ثقه المواطن بهذا الوطن وقيادته الحكيمة ونقلنا رسالة عظيمة صامته لكل شعوب العالم بان هذه البقعة الصغيرة وشعبها العظيم مثال يحتذى وتجربه تدرس لكل الاجيال القادمة.


رغم الاتهامات والمحاولات الفاشلة بالنيل من هذا القانون الانتخابي إلا أنه استطاع أن يجذب نخب جديدة لا يستهان بها من رموز هذا الوطن المعروفين بانتمائهم للوطن وقضايا الأمة العربية في مقدمتها القضية الفلسطينية... لن أطيل في غزلي وافتخاري بهذا الحدث التاريخي حتى لا يفسر تملقا وتزلفا ، الا أن الأمر الذي دفعني للكتابة اليوم ولطالما انتظرت بفارغ الصبر منذ اقرار هذا القانون حتى انتهاء العملية الانتخابية وما سيتمخض عنها من نتائج من أجل معرفة الحجم الحقيقي للاخوان ، وبالرغم من التشكيك وكل المكائد والحيل التي حاكوها ومارسوها ، من خلال استغلال اسم الدين والظروف الاقليمية الصعبة من جهة واستقطاب مرشحين مستقلين من كافة اطياف المجتمع بهدف اظهار انفتاحهم وتشاركهم مع الجميع إلا أنهم وللأسف كانوا عبارة عن حشوات (واعذروني عن هذا التعبير) وتمكنوا من الصعود على اكتافهم والحصول على اصواتهم واصوات مؤيديهم وهذا ما أكده التعميم الذي اصدرته الجماعة قبل يومين من الاقتراع والذي تفوح منه رائحة اقصائية انانية كريهة ، وفي نهاية المطاف ثبت فشلهم وكشفت الاعيبهم وحجمهم الحقيقي.

بالرغم من ذلك لم يتمكن الإخوان وحلفاؤهم من الحصول الا على أربعة عشر مقعداً ، والذي شكل ضربة قاسية مؤلمة لهم بعيدة عن توقعاتهم ، مما اعتبرته قيادات الإخوان داخل اروقتهم الضيقة فشلا ذريعاً مقارنةً مع توقعاتهم بالحصول على ما يزيد عن ثلاثين مقعداً ليثبتوا أنهم الاقوى وسفينه النجاة ، واعتقد أن الامر لن ينتهي عند هذا الحد ، لكنهم وبمجرد دخولهم إلى مجلس النواب سيحاولون مرة أخرى الضحك على هذا الشعب مستغلين عواطفهم والمحنة الاقتصادية التي تمر بها البلاد من خلال اختلاق القصص واستخدام اسلوب الندب والعويد إلا أن هذا الشعب الذي اثبت أنه واع لن تخيل عليه هذه الحيل.

وفي النهاية اتنمى وكلي أمل بأن يعيد الإخوان المسلمين حساباتهم وترتيب اوراقهم وتغيير خطابهم التقليدي المنفر إلى خطاب معتدل يحاكي الواقع والانخراط بهذا المجتمع والوقوف في خندق الوطن وخدمته .