ذكرى يوم النكبة ..نقطة تحول
ذكرى يوم النكبة ..نقطة تحول
بقلم محمد سليمان الخوالده
ما حدث قبل ايام في ذكرى النكبة ، كان مختلفا كليا عن كل عام ويمثل نقطة تحول في قضية الصراع العربي الفلسطيني من خلال زحف شعبوي نحو حدود فلسطين وعلى جميع الجبهات العربية ، شارك فيها الاردنيون واللبنانيون والسوريون الى جانب اخوتهم الفلسطينين ، حدث خلاله اختراق للحدود وسقوط شهداء برصاص المحتل الاسرائيلي ، متجاوزا بذلك احياء ذكرى النكبة بثوبها التقليدي الذي كان يكتفي بالمهرجانات والخطابات ، هذا الزحف حمل في طياته دلالات ورسائل هامة لاسرائيل وحلفائها الاوروبيين وللسلطة الوطنية ومعها الدول العربية الموقعة على معاهدات سلام ، مما ادى الى تحركات سريعة وعاجلة على المستوى الامريكي والاوروبي والعربي أكد على حقائق اهمها :
1. مقولة ان الكبار اذا ماتوا نسي الصغار ، مقولة سقطت كليا وسقط معها من راهن على ذلك ، فبعد مرور 63 عاما على النكبة ورحيل جيل النكبة ،ها نحن نشاهد الجيل الثالث من الشبان يتمسكون بحق العودة الى اراضي 48 المحتلة اكثر من اجداهم ، ولم تجدي نفعا محاولات التجنيس والتغريب، ، فمطالب الشعب الفلسطيني ليس دولة بحدود 67 وانما على ارض كل فلسطين المحتلة وهذا يطيح باتفاقية اوسلوا ويسقطها ويتجاوز فعليا مشروع المصالحة بين فتح وحماس الذي يهدف الى انتزاع اعتراف بالدولة الفسلطينية على اراضي 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في ايلول هذا العام من خلال الجمعية العامة للامم المتحدة .
2. معاهدت السلام العربية اصبحت مهددة فعليا فالشعوب العربية ونجاح ثوراتها جعلت الحكومات العربية واتفاقياتها السلمية مع اسرائيل في مهب الريح ، فروح الثورات العربية تجاوزت اجندة الحكومات واحزاب المعارضة فلم تعد لعبة الشد والاخذ بين المعارضة التقليدية الحكومات العربية.
3. . النظام السوري في محاولة منه تخفيف الضغط عنه ونقل الازمة من الداخل السوري الى الحدود الاسرائيلة سمح للزحف الشعبي الوصول إلى السياج الحدودي، بل تعدى ذلك الى اختراق الحدود والوصول إلى بلدة مجدل شمس السورية المحتلة .
4. وبناء على ما سبق ذكره ، لاحظنا تحركات سريعة وعاجلة على المستوى الامريكي والاوروبي والعربي ، لتدارك تداعيات هذا الزحف المبارك الذي هدد كيان اسرائيل جديّا ، ويهدد اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلة ، وربما يهدد الحكومات العربية من خلال ارتفاع نسق الثورة الشعبية في داخلها بعدما هدأت خلال الفترة السابقه في دول عربية معينة.
وهنا تكمن نقطة التحول في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في سعي امريكي ،اوروبي للاعتراف بدولة فلسطين بحدود 67 ، بعدما كانت السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومات العربية هي التي تلهث وراء احياء المفاوضات والتسوية السلمية ، وسنشهد خلال الايام القادمة تصريحات امريكية واوروبية وعلى اعلى المستويات بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ،وسنسمع لاول مرة خطاب للرئيس الأميركي باراك أوباما يدعو فيه الى الانسحاب الى حدود 1967 مع تعديلات حدودية يُتفق عليها في مفاوضات مع السلطة ، اضافة لظهور اصوات قوية داخل المنظمات اليهودية الامريكية داعمة لهذا التوجه ، ليس محبة في اعادة الحقوق الى اصحابها ولكن خوفا على أمن اسرائيل والمصالح الامريكية في المنطقة التي باتت مهددة فعليّا ، طبعا هذا لن يتم الا بعد تسوية الملف السوري واللبناني ، فالضغوط الامريكية بدات بالتصعيد ضد نظام سوريا ، من خلال ما رشح عن الخارجية الامريكية يوم امس بفرض عقوبات على الرئيس السوري وستة من كبار مساعديه لانتهاكهم حقوق الانسان واستمرارالعنف والقمع المستمر ضد المدنيين السوريين ، ونحن نعلم تمام اليقين ان الهدف الحقيقي لمثل هذه الاجراءات الامريكية والاوروبية هو تهذيب سلوك سوريا للخضوع للشروط الامريكية والاسرائيلية المطلوبه للدخول في منظمة الشرق الاوسط الجديد وليس دفاعا عن الشعوب العربية التي عاشت طويلا تحت حكومات الاستبداد والفساد .
Drkmal_38@yahoo.com