عجلون اغلى مانملك يا سيد البلاد

عجلون اغلى ما نملك يا سيد البلاد عجلون اغلى مانملك يا سيد البلادومن خلال هذا المنبر الحر حلالتم اهلا" ووطتم سهلا"وان مشروع إنشاء كلية ساندهيرست العسكرية الأردنية, مشروع تنموي شامل ورائد من رؤى سيد البلاد حفظه الله خلال زياراته الميمونة للمحافظات لخدمة أبناء محافظة عجلون , وإحياء لمنطقتهم , وتكريما لهم , وبعثا لروح الحياة في تلك المنطقة الوادعة بين الجبال المزدانة بأشجار السنديان , والبلوط, والبطم, والقيقب وغيرها من الأشجار الجميلة الرائعة الوارفة الضلال. هكذا أراد جلالة الملك لهذا المشروع أن يكون , ولكن الأشخاص الذين أوكلت إليهم مهمة الاختيار والإشراف والتنفيذ للمكان, لم يكونوا بحجم الثقة التي منحت لهم. فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ,فاختاروا قطعة من الأرض هي عبارة عن جنة وارفة مزدانة بجمالها وروعتها , ليتم اقتلاع هذه الأشجار الجميلة واستبدالها بكتل الاسمنت المسلح من خلال إزالة عدد هائل من الأشجار المنوعة الجميلة دون ما رحمة أو نظرة إلى أهمية وفوائد هذه الأشجار بيئيا وسياحيا واقتصاديا , أو مراعاة للقوانين التي تحمي البيئة . وفي هذا السياق , نتوقف عند الفوائد السياحية لهذه الغابات. ففي حقيقة الأمر أن استغلال هذه الغابة كغيرها من الغابات الأردنية الممتدة على طول المرتفعات الغربية للمملكة, لا تستغل الاستغلال الأمثل لجلب المردود الاقتصادي المأمول , وضخ المال في خزينة الدولة , وذلك لسوء إدارة القائمين عليها من المسئولين , وعدم الاستفادة من تجارب الدول ذات الطبيعة المشابهة لها. ففي لبنان على سبيل المثال لا الحصر , هناك غابات جميلة ولكنها لا تصل في حجمها إلى ما هو كائن في الأردن . فهناك حديقة الأرز على سبيل المثال . وقد زرتها قبل سنوات عندما كنت هناك لحضور مؤتمر تربوي رسمي برعاية لبنان. وقد أدهشني أن الفقرة الترفيهية والدعائية الأولى والرئيسية في جدول أعمال الوفد الزائر هي زيارة هذه الغابة . وما أدهشني أكثر , أن عدد أشجار الأرز- وهي شعار الدولة اللبنانية - لا تتعدى السبعين . ولكنها تلقى الرعاية التامة من الدولة. فقد أقيمت حولها الفنادق , والمطاعم , والاستراحات والمحال التجارية المتنوعة. والاهم هو محلات بيع التحف الخشبية المزركشة المصنوعة من التالف من أخشاب الأرز أو الذي يتم تقليمه , والتي تباع للزائرين بأسعار مرتفعة. وهنا أتساءل , أليس بمقدور القائمين على تنفيذ مشروع كلية ساندهيرست من المسئولين تحقيق رؤى جلالة القائد بإقامة المشروع على ارض غير مكتظة بالأشجار , وتخصيص الغابة المحيطة بالأكاديمية وتسميتها مثلا حديقة السنديان أو حديقة الأردن , أو حديقة الملك عبد الله ؟ أليس بمقدور الحكومة ممثلة بوزارة السياحة والزراعة تخصيص بعض هذه الغابات للأغراض السياحية كإقامة غابة البلوط في مناطق العالوك أو أم قيس, أو غابة السنديان في اشتفينا على غرار النموذج اللبناني , وجعلها مقصدا للزائرين والمصطافين من الأردنيين والعرب والأجانب ؟ حيث أن البلوط هي الشجرة الرسمية للأردن ثم الاستفادة من التالف من هذه الأشجار بأنواعها لصناعة التحف الخشبية التي تحمل ذكريات الزائرين معهم ؟ أخيرا , وكما أسلفت آنفا فان مشروع كلية ساندهيرست العسكرية الأردنية هو مكرمة ملكية لأبناء عجلون وأنعمْ بها من مكرمة جليلة عظيمة إذا فهم ما بين السطور من الإنعام على العجلونيين بهذا المشروع الضخم .فقد كان الهدف الأساسي منها إنعاش المحافظة من الناحية السياحية , والاقتصادية والاجتماعية, وتشغيل الأيدي العاملة المحلية, وجلب الحركة العمرانية إلى المنطقة.لذا نأمل أن تفهم رسالة جلالة الملك من قبل القائمين على المشروع فهما دقيقا بعيدا عن التأويل والتحريف , وان نرى حبيبتنا عجلون مزدانة مجللة بالحلل الملكية بالإضافة إلى الحُلل الربانية التي انعم بها الخالق جل في علاه لينعم بها العجلونيين وتهنئ قلوبهم،ياسيدي وعجلون اغلى مانملك وحمى الله الاردن.... وحمى الله مليكنا ...؟ م.جهاد الزغول