صالح القلاب يكتب "الإخوان" و"حزبهم" مرة أخرى!!
عندما يصدر حزب جبهة العمل الإسلامي بياناً يرفض فيه انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي بحجة أن مثل هذا الانضمام مقدمة "لصراعات إقليمية لمصلحة قوى كبرى تسعى لحماية مصالحها في المنطقة" وعندما يغرَّب ويشرق ويحشر قضايا كثيرة في هذه المسألة فإنه يضع نفسه ويضع مرجعيته، جماعة الإخوان المسلمين, في مواجهة الشعب الأردني الذي رحَّب بهذه الخطوة ورأى فيها نافذة أمل لمواجهة هذه الظروف الاقتصادية الصعبة حقَّاً التي يمر بها بلدنا ويمر بها العالم كله.
من حق هذا الحزب، الذي دأب على ركوب موجة المعارضة من أجل المعارضة استجداء لعواطف الناس واستدراجاً لها, أن يقول أنه فوجئ بترحيب مجلس التعاون الخليجي بانضمام الأردن والمغرب إليه لكن ما هو ليس من حقه هو أن يخلط شعبان برمضان ويأخذ على هذا المجلس أنه قفز إلى المغرب الأقصى متجاوزاً "اليمن ومصر وأقطاراً عربية عديدة آسيوية وإفريقية أكثر قرباً".. من هي هذه الدول يا تـرى..؟!
يقول هذا الحزب :إن الوحدة العربية كمقدمة للوحدة الإسلامية هدف استراتيجي لنا في حزب جبهة العمل الإسلامي باعتبارها فريضة شرعية في عالم لا مكان فيه للضعفاء لكن الوحدة التي نتطلع إليها وحدة تتوفر لها أسباب النجاح والديمومة بعد التجارب الفاشلة التي منيت بها مشاريع الوحدة والاتحاد".. يا سلام وهل أن المطلوب هو حلَّ مجلس التعاون الخليجي ورفض توسيعه من أجل وحدة فورية كوحدة مصر وسوريا، حيث وقف الإخوان المسلمون لمقاومتها إلى جانب بريطانيا وأميركا والغرب كله, التي كان عبد الناصر يعتبرها خطوة أولى نحو الوحدة المنشودة من المحيط إلى الخليج..؟!
بالله عليكم أيها الأردنيون ما معنى أن يقول هذا الحزب :"إننا لا نقبل أن يكون ثمن التخفيف من مشاكلنا الاقتصادية وتوفير فرص العمل لمواطنينا التضحية بمبادئنا وبحياة مواطنينا" ما معنى هذا الكلام وما هي المبادئ التي سيضحي بها الأردن بانضمامه إلى مجلس التعاون الخليجي وكيف أنه سيضحي بحياة المواطنين عندما يبادر إلى هذا الانضمام..؟ ثم ولماذا حَشْرُ القضية الفلسطينية في هذه المسألة والقول "أنها قضية عربية إسلامية فضلاً عن كونها قضية فلسطينية"..؟ فهل أن الخطوة الأردنية بالانضمام إلى محورٍ عربي يتشكل الآن من ست دول ناجحة لم تقصر في أي يوم من الأيام بحق فلسطين والقضية الفلسطينية تعني تخلياً عن هذه القضية..؟ ما هذا الكلام..؟ .
ويقول هذا الحزب أيضاً إن العدو الصهيوني الذي أكمل احتلال فلسطين وأجزاء عربية أخرى يسعى إلى تحقيق اختراقات اقتصادية وثقافية وأمنية ولاسيما عبر الأقطار التي نجح في عقد اتفاقيات معها الأمر الذي يستدعي تفعيل المقاطعة والتصدي للسياسات التطبيعية".. نعم إن إسرائيل تحاول تحقيق اختراقات في الدول العربية لكنها لم تستطع تحقيق مثل هذه الاختراقات الاَّ في الدول "الممانعة" والدليل هو التصريحات التي قالت :إن عدم الاستقرار في سوريا سيؤدي إلى عدم الاستقرار في إسرائيل" ثم وبالنسبة لحكاية المقاطعة والتطبيع فإن المفترض أن حزب جبهة العمل الإسلامي يعرف أن مصالحة حركة "حماس" لحركة "فتح" تعني الذهاب إلى التطبيع والمفاوضات من الأبواب العريضة وإلاَّ ما معنى أن يقول "المجاهد" خالد مشعل انه يكتفي بإقامة الدولة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
ويحذر هذا الحزب، الذي يبدو أنه يمر في مرحلة ارتباك بعد أن أصبح غير قادر على مواكبة هذه الانتقالة الشبابية الهائلة في المنطقة العربية, من أن تكون "الاستجابة"، والمقصود هنا هو الموافقة على انضمام الأردن إلى مجلس التعاون, لاعتبارات أمنية للتصدي للحراك الشعبي المنادي بالإصلاح أو الدخول في صراعات إقليمية لمصلحة قوى كبرى تسعى لحماية مصالحها في هذه المنطقة وحقيقة ان هذا هو بيت القصيد فالإخوان وحزبهم يريدون أن يبقى الأردن في ضائقة مالية حتى يكون هناك مبرر لحراكهم و"فواردهم" الأسبوعية ويريدون السكوت تجاه التهديدات الإيرانية لدول الخليج العربي والتدخل الإيراني السافر في شؤون هذه الدول بحجة أن إيران دولة ممانعة ومقاومة.. وإلاَّ ما معنى هذا الكلام؟!.