فلنصنع مستقبلنا يوم غد



بعد أقل من 24 ساعة يتعين على ما يقرب من 4.1 مليون ناخب وناخبة التوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 130 نائبا هم أعضاء مجلس النواب الثامن عشر، والذي سيكون بين يديه قضايا داخلية وخارجية مختلفة، ويتعين عليه النظر في الكثير من المواضيع التي تهم الوطن والمواطن.
يوم غد الثلاثاء، دعونا نخرج جميعنا من بيوتنا، نتوجه إلى مراكز الاقتراع نمارس حقنا الدستوري، ننتخب من يمثلنا، ومن نثق بقدرته التشريعية والرقابية، ومن نأمل أن يكون عيننا تحت القبة، ورقيبنا على الحكومة.
يوم الثلاثاء لا ينفع التلكؤ ولا التقاعس ولا التململ، ولا السلبية والسوداوية، والنظرة الأحادية للأشياء، دعونا نجعل من يوم غد الثلاثاء يوما للوطن، نضع في صندوق الاقتراع اسم من نراه أهلا للنيابة، ومن نعتقد أن من حقه الجلوس تحت قبة برلماننا.
دعونا نصنع من الثلاثاء مستقبلا مختلفا عما سبق، مستقبلا مضيئا لأبنائنا، ونضع أردننا على طريق الإصلاح الحقيقي الذي نباهي به الشعوب، إصلاح يكون من صناعة أيدينا، وليس من صناعة الشرق أو الغرب، مستقبلا نواصل فيه صناعة أردننا الحديث المبني على العدالة والمساواة وسيادة القانون، وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد والإفساد. نريد مستقبلا نقمع فيه الواسطة والمحسوبية، ونسن قوانين للحد منها، مستقبلا يعزز حرية الرأي والتعبير ويؤمن لنا الحق في الاختلاف والنقد البناء، مستقبلا نؤسس فيه للمجتمع المدني، يكون فيه للنقابات والأحزاب مكان واضح تحت سقف الوطن. مستقبلا يكون فيه للمرأة الحق في العمل والرعاية كما الرجل، وحقها في منح أطفالها جنسيتها، دون تخوفات مفترضة أو تعقيدات قانونية. مستقبلا نؤسس فيه لحق الطفل في الحياة والتعليم والتمريض، ونؤسس فيه للشباب حق إثبات الذات.
دعونا نجعل من يوم غد يوما مختلفا، نفرز فيه مجلسا نيابيا قادرا على تبنى رؤيتنا الإصلاحية، ننتخب فيه نوابا يحملون تلك الرؤى والأفكار، نوابا يؤمنون أن قبة مجلسنا مكان للتشريع والرقابة، نوابا يؤمنون ان من يشتري صوت مواطن بماله الأسود القذر يمكن له أن يبيع الوطن لاحقا دون أن ترف له عين، نوابا يؤمنون بان البرامج الانتخابية يجب أن تتحول لرؤى للتطبيق وليس للاستهلاك المحلي والإعلامي عند المعركة الانتخابية، دعونا ننتخب نوابا يمثلوننا ولا يمثلون علينا، نوابا يشعرون بالمواطن، ولا يرنون لمصالحهم الضيقة، دعونا نذهب إلى صناديق الاقتراع وننتخب من نؤمن أن له رؤية إصلاحية يسعى لها، رؤية ببرامج قابلة للتطبيق.
يوم الأربعاء المقبل سيذهب كل إلى حيه وسينفضّ سامر الانتخابات، وبعد ذلك ستظهر النتائج وسنعرف من انتخبنا وكيف انتخبنا، والطريقة التي انتخبنا فيها، وقتها لن يفيد القول إن مجلس النواب ضعيف، وان النواب لا يشعرون بمعاناة المواطن ولا يسهرون على رعاية حقوقه، بعد ذلك لن يكون لنا الحق في مهاجمة مؤسسة مجلس النواب لأننا وقتها سنكون قد ساهمنا في فرز نواب لا يمثلوننا، واشتروا أصواتنا وتركوا المواطن والوطن، فمثل أولئك النواب لن يكون بمقدورهم تمثيلنا وسيكون هدفهم تمثيل أنفسهم، أو سنكون قد تقاعسنا ولم نخرج لممارسة حقنا الدستوري يوم الانتخابات فمثل أولئك لا يحق لهم نقد مؤسسة المجلس.
إذا، دعونا نصنع يوم غد مستقبلنا، نمنح صوتنا لمن يستحق، لمن يؤمن إننا يجب أن نذهب سريعا لبناء الدولة الحديثة التقدمية، الدولة التي يكون للقانون والدستور حق الفصل فيها، بعيدا عن أي واسطة أو محسوبية، دعونا ننتخب من يشبهنا، من يعرف أحلامنا من يرفض التغول على جيب المواطن والتوسع في فرض ضرائب جديدة عليه، من يوسع لنا محيط ديمقراطيتنا، ويبني مدماكا قويا للارتقاء بإصلاحنا المنشود.