مشاركة الاحزاب في الانتخابات النيابية مطلب لوقف مهزلة القائمة المتناحرة..الجبهة الموحدة نموذجا
اخبار البلد - مروة البحيري
تعتبر المشاركة الحزبية في الانتخابات النيابية مطلب واستحقاق وصورة اكثر تقدما وديمقراطية لتكوين المجالس النيابية.. فالاصل في المجلس التشريعي الذي يمثل كافة المواطنين ان يكون منبثقا عن احزاب سياسية قوية قادرة على خوض غمار المعركة الانتخابية ببرامج وطنية بعيدا عن الفردية وفوضى ترشح الاخ واخته ونسيبه.. هذه الممارسات التي تنال من مكانة وسمعة الانتخابات ونتائجها وتفرز مجلس نيابي هش وقابل للكسر ونواب الالو ومن يخضعون لتغول الحكومة والمتنفذين.. فالاردن يدخل اليوم مرحلة جديدة وانعطاف كبير يواكب حجم الاحداث والقضايا المحلية والعربية ولم يعد لنواب الولائم والفزعات والجاهات والبزنس مكان او حاجة بعد ان اثبتوا ان البرامج الفردية القائمة على الفقاعات الهوائية لم تجدي ولم تثمر ولم تقف بوجه القرارات التي دمرت المواطن اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحتى صحيا وبات من الضرورة وجود الاحزاب ببرامجها وصوتها المرتفع وضغطها وتأثيرها الكبير لدخول مرحلة حقيقية في الاصلاح الشامل..
وبمقارنة بسيطة بين الكتل التي تجمعت خاضعة لسيف قانون الانتخاب الجديد فلم تتآلف القلوب وتنافرت وتشاجرت وبين مرشحي احزاب سياسية قوية نجد ان خير مثال على ذلك حزب الجبهة الاردنية الموحدة هذا الحزب العريق الذي مثل المواطنين تحت قبة البرلمان لدورات فكان نوابه متميزون مؤثرون وفي مقدمتهم رجل الدولة صاحب الكلمة والموقف امجد هزاع المجالي الامين العام واليوم يستكمل الحزب مسيرة العمل والانجاز والبرامج المبنية على الدراسات والفكر والرؤيا بطرح قائمة الجبهة الموحدة التي تضم نخبة من اعضاءه الموسومين بالعمل السياسي والاقتصادي والمجتمعي والصحي والفكري والاكاديمي.. قامات معروفة ولا تقارن بمرشحين فارغين يسعون الى لقب سعادة ونمرة سيارة وراتب طول العمر على حساب قضايا الوطن المصيرية.
وهذا الحديث يقود الى الدكتور محمد حسن العساف ابن الحزب وممثله عن الدائرة الثالثة في عمان حيث يلمس الجميع في حديثه وتصريحاته مدى ايمانه بفكر حزب الجبهة الاردنية الموحدة وبرامجها ومواقفها ومطالبها.. فهذه القوة التي يتمتع بها العساف يستمدها من مرجع قوي وليس من تصفيق وتهليل لا يسمن ولا يغني من جوع.. وكما يؤمن العساف بحزبه هو ايضا يؤمن باهالي جبل القلعة والمهاجرين.. مسقط رأسه عمان المدينة واحياءها وازقتها ومن يقطنها.. ويؤمن بالاردن الدولة والقائد ويثق في كل حر شريف همه الاول والاخير وقف نزيف الفساد والسعي نحو الاصلاح الحقيقي وكرامة المواطن..
وبين الاحزاب السياسية القوية والقوائم المتناحرة يكمن الفرق الشاسع .. فالعساف يحرص في كل حديث يدلو به في المناظرات واللقاءات والزيارات الاشارة الا المرجع والاساس وهو الحزب فلم يفتتح مقرا منفردا ولم تطغى كلمة "الانا" بل كان بيت جميع المرشحين في القائمة هو حزب الجبهة بعيدا عن الانقسامات وتبادل الاتهامات والنفوس المشحونة، وبالمقابل نجد القوائم الاخرى تفسخت وتفرق الاعضاء فجمعهم اسم الكتلة وفرقتهم المصالح والرغبة في الوصول الى كرسي النيابة بل ان احدى المترشحات في الدائرة الخامسة بعمان تعرضت لمحاولة اعتداء من اعضاء بقائمتها بعد سطوع اسمها وهنا تكمن المهزلة.. فهذا السلوك لا نجده في الاحزاب المتماسكة كحزب الجبهة الاردنية الموحدة وقائمة الجبهة المنبثقة عنها.. مما يؤكد ان المجالس السابقة التي فشلت لم تنبى على برامج حزبية وكانت انتخابات عائلات وعشائر ومستثمرين حضروا وبصموا وغابو وغادروا خاليين الوفاض غير مأسوف عليهم..!