العيد بروحانياته ....وما يحيط بأجوائه!!
يحتفل العالم الاسلامي بعيد الأضحى المبارك في العاشر من ذي الحجة..... حيث الملايين ممن اكرمهم الله بزيارة بيته الحرام واداء مناسك الحج ....وغيرهم الملايين ممن يعيشون روحانيات ذي الحجة التي انعم الله بها علينا حتي ونحن داخل اوطاننا في مشارق الارض ومغاربها وحتي نحن سكان فلسطين وما يجري علي ارضنا ...وما نعيشه من ظروف قهرية وحصار مميت واستيطان قاتل لمعالم الحياة الانسانية ...في ظل اجواء ارهابية تمارس علينا عبر وسائل القتل وحتي عبر وسائل الاعلام .
احوالنا بالعيد تضيق علينا بحكم علاقات قائمة... وارادات متخاصمة ...وانقسام اسود لا زال يعصف بنا ويخرب علينا اجواء فرحتنا وحتي اعيادنا .
يأتي عيد الأضحى المبارك في كل عام ونحن نتمنى ان يأتي علينا العيد القادم ونحن بظروف افضل وبأحوال احسن وبعلاقات داخلية تسودها المحبة والوئام ...وبمناخات وطنية تغلب عليها مصالح الوطن واجندته واولوياته.
كنا دائما نتمنى ان يأتي علينا العيد ونحن بأحسن الاحوال وافضلها ...وان نكون قد تعلمنا من استخلاصات تجربتنا ...ومن تعاليم ديننا وروحانيات اعيادنا معاني الصدق ...وان لا نمارس بحكم المصلحة الضيقة ادني اساليب الافتراءات والاكاذيب وبث الشائعات ....وان نحكم بالمثل والقيم وروحانيات هذا الشهر الفضيل بكل مبادئه واخلاقياته ....وان نلتزم بمصالح الوطن واولوياته ....وان لا نستخدم من الاساليب الملتوية اسلوبا ومنهجا لتحقيق اهداف ذاتية واجندات ضيقة .
اعيادنا التي تأتي علينا ليس للتباهي واظهار مدي تمسكنا بديننا ...لكنها اعياد ذات محتوي ومضمون ...قيم ومبادئ...روحانيات خالصة مخلصة ....تسود فيها المحبة والوئام...ويتخلص فيها كل انسان من احقاده وكراهيته للأخرين.
اعيادنا فرصة عظيمة للتأكيد علي تعاليم ديننا الحنيف ....واثبات ان المسلم من سلم الناس من لسانه وافعاله المشينة وسوء مقاصده ونواياه ....ومن سلم الجميع من يده .
يأتي عيد الأضحى المبارك علينا ولا زلنا في حالة انقسام اسود نعمقه علي مدار اللحظة بزيادة الاعباء علينا وممارسة التصرفات التي لا تعبر عن حسن اخلاقنا ومثلنا ...عاداتنا وتقاليدنا...اسس وروابط علاقاتنا الوطنية .
عيد الاضحى عيد التضحية والعطاء...العيد الذي نقف فيه جميعا لنكبر ونهلل ونسبح وندعو رب العزة والجلالة ان يزيل عنا هذه الغمة ...وان يزيل الكرب عنا وان يخرجنا سالمين وان يتوب علينا ويغفر لنا .....وان يحسن من احوالنا وان يجعل حبنا لبعضنا البعض قانون حياتنا واساس علاقاتنا ....وان نعزز من علاقاتنا واخلاقياتنا التي تزيل الاحقاد والكراهية ...وان لا نجعل مصلحة كل منا غالبة علي حساب حقوق الاخرين .....بل نجعل من كل منا محب لأخيه كما يحب لنفسه .
ديننا الحنيف دين رحمة ومحبة ومساواة ...دين الانسانية والعزة والكرامة حيث كرم الله الانسان ولن يسمح بإهانته وانتهاك كرامته وسلب حريته.
يجب ان نعيش اجواء العيد بروحانياته العظيمة واخلاقياته وتعاليمه وان نحاول محاصرة واجتثاث الاجواء والمناخات السيئة ....التي تعصف بنا في ظل حملات اعلامية تسود علينا اجواءنا ....وتضيع علينا فرحتنا ....وتعمق الكراهية بين اجيالنا... وتزيد من قدرة الاعداء علينا وتزيد من ضغوطهم ومحاصرتهم وعدوانهم ...استيطانهم ضد ارضنا وشعبنا .
خالقنا خالق الكون رحيم بنا وبالإنسانية جمعاء وهو الغفار الرحيم الذي يبارك لنا بأعمالنا وحسناتنا ويزيل من سيئاتنا .
ونحن بهذه المناسبة العظيمة التي تحل علينا لا يسعني الا ان اتقدم بخالص التبريكات وباسمي معاني المحبة ...لكافة الاخوة والزملاء من العاملين بالمجال الاعلامي ...وكافة المواقع الاخبارية الوطنية الملتزمة بثوابتنا وتوجهاتنا وكل التهنئة القلبية بهذه المناسبة الي كافة ابناء شعبنا والي الامتين العربية والاسلامية .
وكل عام وانتم بخير...