أحياناً... الأضاحي بالكتالوج



هل نحن أمام تغير مجتمعي في التعامل مع الأضحية، اختياراً وشراء وتذكية؟ يبدو ذلك مشاهداً، فمن الملاحظ أن عدداً متزايداً من الناس أصبحوا يحجزون الأضحية لدى الجزار أو مؤسسة وشركة لتجارة اللحوم من دون معاينتها والتأكد من سلامتها من مختلف النواحي، وبخاصة أنها ليست ذبيحة عادية. يحجز الشخص رقماً ويدفع مبلغاً يتراوح ما بين 1500 و1600 ريال للأضحية الواحدة (أسعار هذا العام)، والفرق جاء من الوزن (20 كيلوغراماً في المتوسط)، ثم يتسلمها بحسب اتفاق أربع قطع في وقت محدد بعد ظهر يوم العيد.

 

 

بالطبع ما زال كثير من الناس ملتزمين بعادات آبائهم وأجدادهم في التأكد من اختيار الأضحية بأنفسهم من ناحية كونها مجزية من دون عيب، إضافة إلى انتقاء الأفضل جودة، ويحرص بعضهم على جلبها وعلفها يوماً أو يومين في منازلهم أو استراحاتهم، بحسب قدرة كل شخص، ثم ذبحها في المنزل إذا توافر جزار أو في مطبخ ومقصب مجاور، وفي كل هذه الحالات من النادر أن يتم التعامل مع الأضحية واللحوم بشكل مناسب ومرضٍ، فهو يتم بعجلة وبدائية من الجزار، الذي يريد انتهاز موسم لا يتكرر إلا مرة في العام، لكن هذه الإمكانات وظروف توسع المدن والسكن في شقق جعل من الصعوبة بمكان على كثيرين الاستمرار على النهج نفسه مع سلبياته ومشقته المعروفة، وهو ما يدفع إلى طرح التفكير في تنظيم هذه الظاهرة الجديدة لتعظيم إيجابياتها والتقليل من سلبياتها، فهي تحقق للبلديات راحة في حصر بقايا الأضاحي في مواقع المسالخ بعيداً من الأحياء السكنية وهذا أمر حسن للجميع، لكن في ما يتعلق بجودة الخدمة من ناحية الاختيار والأسعار فهي الحلقة المفقودة، الضامن هنا التاجر نفسه «العامل أحياناً»، سواء أكان محلاًّ صغيراً أو شركة كبيرة، وهو هنا يعتمد على الذمة التي نعرف أن أحوالها الصحية ليست على ما يرام.

 

 

عيد مبارك وكل عام وجميع المسلمين بخير وأمن وسلامة، وبخاصة للحجاج، الدعاء بحج مبرور وسعي مشكور وعودة إلى أهاليهم وبلدانهم سالمين غانمين مطمئنين وهم يحملون أجمل الذكريات.