اهلا بالعيد
بعد غد يطل علينا العيد الذي يرسم الفرحه على كل الشفاه والوجوه فتزهر الامال والاحلام فينا كيف لا والله قريب منا يستمع الى حجيج بيته يهللون يكبرون فيباهي بهم ويستجيب لهم
انه عيد الاضحى المبارك اعاده الله على الامتين العربية والاسلاميه بالخير والسعادة
هذا العيد الذي له خصوصية تميزه عن باقي الأعياد وهي ارتباطه بأداء شعيرة الحج.. فيظل يملأ روح الإنسان بنبضات الإيمان، وصدق الصلة مع الرحمن. ولعله هذا العام إذ يطوي صفحة عام انقضى يفتح صفحة لعام جديد يشرق بوعدٍ للأمل.. والأيام التي اتشحت بالسواد تغسلها سحائب رحمة من السماء تنير الضمائر والقلوب ودروب المؤمنين بنور المحبه
وهاهو الفرح يطل علينا من نافذة عيد الاضحى خجولاً بعد ان توزعت الأحزان لتطرق أبواب كل البيوت منها ماهو نتسجة العوز والفاقة والمرض ومنها ماهو لاسباب عائليه ومنها ماهو لنجميع ازمات .. ومع هذا يظل عيدنا مشعاً بالفرح، وبالأمل..لان كل اردني يعقد اماله واحلامه ومستقبله على الغد ..... لعل الغد يمسح دمع الحزن والألم.. والناس يتقلبون بين الفقر والغنى.. بين النجاة والبلاء.. بين الجوع والاكتفاء.. وكلها أحوال يتعرض لها العباد هنا أو هناك. والبشرية عرفت ما عرفته من سوء الأحوال سواء في كوارث الطبيعة، أم فيما تقترفه يد الإنسان من حروب، وعدوان، ونشوب للصراعات والنزاعات، ولا يُحصد على إثرها سوى الخسران
صحيح أننا حولنا أغلب الأعياد الى ما يشبه تقاليد الأفراح وهي تزدهر بالاحتفال في صورٍ عدة لا تخلو من النزهات والأسفار، والزيارات للأهل، والأصدقاء، والجيران، وإبهاج الصغار في فسحة للمرح والألعاب، وفيما يصل الى الأيدي الصغيرة من نقود لكننا لم ننس بالتالي زيارة قبور أحبة رقدوا تحت التراب لنستمطر لهم في هذه الأيام المباركة الرحمة بالدعاء، ولنغرس غصناً أخضر ولو فوق رخام بارد في رمز لاستمرار نسغ الحياة وهي تتجدد مع كل من يولد رغم الذين يغادرون.
وهاهو عيد الأضحى يعود الينا محملاً بالأضحية المعاني العميقة للرحمة والتراحم بين الناس، وحسن العبادة لله الواحد لا تغيب عن الأذهان، والفداء ما الفداء؟.. إنما هو ليطفئ شهوة الجشع والاستغلال
.. وفي هذه الأجواء لا نملك إلا أن يتعاطف المرء مع أخيه وقد قست الأقدار، والعيد يأتي ليوقظ في النفوس قيم البذل والعطاء مع المودة والإخاء.. والحياة ليست هي دوماً للرخاء
فلتقبل أيها العيد بكل ما تحمله من رمز، وقداسة، وروحانيات ترطب الوجدان.. ودون أن يغيب عن ساعاتك ذلك المعنى العميق بأنك زائر عزيز.. ولتصدح المآذن بالتهليل والتكبير لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك .. ولتطمس كل الاحزان ونحن نرفع الرؤوس نحو شمس يوم مبارك خصه الله بالرحمة والمغفرة.ونساله بيوم عرفه انيظل بلدنا امنا مطمئنا
ويبقي وشجرة الحياة التي نبتت في أرضنا وقد تقطعت منها الأغصان تأبى إلا أن تنبت براعم جديدة للحياة.. فلا يعود يطغى نحيب الحزن على فرحة الأعياد.