شجون امنية
شجون أمنية
فايز شبيكات الدعجه
يا الهي كم شعرت بالحزن وبالغ الأسى وأنا اقرأ بيان إدارة الإعلام الأمني عن ان أولى الخطط العملياتية في العيد تركزت على الجانب البيئي .
هذا انحراف خطير . القمامة وقاذورات أماكن بيع الأضاحي أصبحت اولا، والمخدرات والسرقات وتهريب الأسلحة ومتابعة العصابات أصبحت ثانيا .
الصحة والبيئة لها أجهزتها ودوائرها المختصة وتستطيع القيام بواجباتها لوحدها حتى لا تشغل جهاز الأمن العالم عن سد الثغرات التي تمكنت العصابات خلالها من إدخال ما يزيد عن مليون وربع المليون من الحبوب المخدرة بواسطة حاوية قبل بضعة أيام .
لدينا ما هو أهم من القمامة بل واهم من المخدرات. حالة الارتخاء التي وفرت ظروف آمنه وسهلة لإغراق المملكة بالمخدرات ستغري بالمزيد من تنفيذ عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات وتسلل الإرهابيون ومستلزماتهم.
كفاية إضعاف لأجهزة الأمن وتمييع رسالتها حتى لا نلدغ من ذات الجحر مرتين . جحافل رجال الأمن العام مكانها الحدود والدوريات والتفتيش ومراقبة المشبوهين والقبض على العصابات وحماية الوطن من الإرهاب.
اقسم ان احد أصدقائي من كبار الإعلاميين قال لي انه أصبح يفكر بحبس أولادة ومنعهم من الخروج من المنزل خشية تعرضهم للسقوط في الإدمان بعد ان رأى المخدرات تنتشر في كل ناحية وصوب. وأصبحت توزع بدل العصائر في بعض الأعراس وعجز ان إيجاد طريقة أخرى لتحصينهم وحمايتهم من هذه الآفة القاتلة.
على جهاز الأمن العام العودة إلى العمل الشرطي الأصيل والتخلص الفوري من الحمولة الزائدة في الواجبات الدخيلة ، لقد أحس المجرمون بالهزال الأمني واستغلوا حالة التشتت في البيئة والسير والخادمات والمهرجانات فادخلوا الأسلحة والمتفجرات وقتلوا ودمروا وعاث تجار المخدرات في الأرض فسادا.
سأكون أكثر صراحة .لا خطط عملياتية ولا ما يحزنون . سيختفي اغلب جهاز الأمن العام في فترة العيد ولن يبقى سوى القليل من المناوبين وأكثرهم في الإدارات غير الميدانية كما هو الحال في نهاية كل أسبوع . خطط المناسبات العملياتية روتينية وشكلية ولا تتماشى مع خطورة المرحلة. المرحلة الحالية خطرة وتتطلب ثورة إصلاح أمنية تجعلنا لا ننام إلا بعين واحدة والأخرى يقظة تحرس الوطن.