اتساع الفجوة بين التعليم العالي العالمي والأردني

لم يعد غياب الجامعات الأردنية عن التصنيف العالمي لقائمة افضل 500 جامعة عالمية امراً مستهجناً فقد اعتدنا عليه عبر السنوات. والاسباب والحلول تم طرحها في مقالات ومحاضرات عديدة لا يتسع المقام لذكرها ويستطيع القارىء العودة لها خاصة على ارشيف صفحات جريدة الرأي. ولكن ما يلفت الانتباه هو التقدم المذهل للجامعات العربية في التصنيف وتزايد أعدادها حتى اصبح هناك عديد منها ضمن قائمة النخبة بل ان بعضها تخطى حاجز المئتين دون ان يكون من ضمنها جامعة أردنية واحدة.


لقد جاءت نتائج تصنيف مؤسسة QS العالمية لهذا العام (2016) على النحو التالي:

احتلت الجامعات الامريكية والبريطانية وجامعة سويسرية واحدة قائمة العشر الكبار. وجاءت جامعتان من سنغافورة في المرتبتين الثانية عشرة والثالثة عشرة على التوالي لتبرهن ان حجم البلد ليس هو الرهان فآليات تطويرالتعليم العالي ليس حكراً على الدول الكبرى. اما بالنسبة للجامعات العربية التي دخلت قائمة افضل 500 جامعة عالمية فهي ثلاث جامعات سعودية وثلاث جامعات اماراتية وجامعتان من لبنان وجامعة واحدة من كل من البحرين وعمان وقطر ومصر في حين دخلت اربع جامعات اسرائيلية نفس القائمة في غياب لافت للجامعات الأردنية. ولا بد من الإشارة إلى ان احدى الجامعات السعودية استطاعت ان تتجاوز حاجز افضل مئتي جامعة عالمية وهو تقدم يستحق التقدير كون هذه المجموعة تشهد تنافساً حاداً ومثيراً. لقد قمت بتلخيص الاتجاهات الحديثة في التعليم العالي العالمي في مقالة سابقة حتى يسترشد بها اصحاب القرار نحو عالمية الجامعات الأردنية الا أن التعليم العالي الأردني ما زال يراوح مكانه ويعالج نفس الأمور الروتينية. الوقت يمضي واستثمار التعليم العالي والطاقات الاكاديمية الأردنية لاستقطاب الطلبة العرب والاجانب اصبح على المحك. اذ ان تصنيف الجامعة لم يعد خطوة شكلية بل اصبح واحداً من محددات اتجاه الطلبة للدراسة. جلالة الملك والملكة ينتظران من الجميع عملاً خلاقاً يعيد للأردن سمعته التعليمية فالأردن يستحق منا اكثر ويتسحق وقفة ضمير نحو ايثار الوطن على الفردية.