انتقادات دولية.. تجربة بيونغ يانغ أقوى من قنبلة هيروشيما
اخبار البلد-
شنّ قادة الدول الكبرى حملة انتقادات واسعة على كوريا الشمالية، التي أعلنت، الجمعة، إجراء تجربة نووية خامسة، مؤكدة أنها باتت تمتلك القدرة على تحميل صاروخ رأساً نووياً، وأنها الآن في وضع يسمح لها بإنتاج أسلحة نووية متنوعة أصغر حجماً وأخف وزناً، وبالعدد الذي ترغب فيه.
وشملت التجرية التي أجرتها بيونغ يانغ تفجير رأس حربي نووي يمكن تثبيته على متن صاروخ باليستي، وتسببت التجربة بوقوع زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر بالقرب من موقع بونجي ري للاختبارات النووية تحت الأرض.
ووصفت وكالة رويترز التفجير الذي جرى اليوم بأنه أقوى من القنبلة التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي.
وعلى هامش اجتماعات جنيف المتعلقة بالأزمة السورية، أعرب وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي عن قلق واشنطن وموسكو من تجربة بيونغ يانغ الأخيرة، وقالا إنهما سيحيلان الأمر إلى الأمم المتحدة.
وقال كيري إنه أجرى "مباحثات جدية" في هذا الصدد، شملت التواصل مع كل من كوريا الجنوبية واليابان، في حين قال لافروف: "نحن قلقون جداً، ولا بد من تطبيق قرارات الأمم المتحدة بصرامة، وعلينا توجيه رسالة قوية جداً".
وأصدرت الخارجية الروسية بياناً أدانت فيه التجربة بشدة، واعتبرت أنها تهدد السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية، وفي منطقة المحيط الهادي، وحثت بيونغ يانغ على التخلي عن برامجها الصاروخية والنووية تماماً.
وفي سول قال مكتب الرئاسة بكوريا الجنوبية، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أوضح أنه سيتخذ كل إجراء ممكن بموجب معاهدة الدفاع مع كوريا الجنوبية، بما في ذلك تزويدها بمظلة نووية لحمايتها من أي تهديد كوري شمالي.
كما طلبت الصين -الحليف التقليدي الوحيد لكوريا الشمالية- من بيونغ يانغ "الوفاء بالتزاماتها لنزع السلاح النووي، والانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، واتخاذ خطوات للحيلولة دون تدهور الوضع".
اليابان أيضاً أدانت التجربة بقوة، وقال رئيس وزرائها شينزو آبي: إن بلاده "لا يمكن أن تتساهل مع حقيقة أن كوريا الشمالية تمكنت من إجراء تجربة نووية"، مؤكداً أن ذلك يمثل تهديداً خطيراً لأمن اليابان، ويقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأدان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، التجربة بشدة، وقال إن على كوريا الشمالية التخلي عن جميع أنشطتها النووية وبرامجها للصواريخ الباليستية.
وعلى الصعيد الأوروبي أدانت ألمانيا التجربة النووية، وأوضح مسؤول ألماني أن السفير الكوري الشمالي قد يتم استدعاؤه على خلفية ما حدث، كما عبّرت بريطانيا عن القلق، وقالت إنها ستتشاور مع شركائها الدوليين لاتخاذ رد قوي.
وفي فرنسا أدان بيان صادر عن قصر الإليزيه التجربة "بشدة"، ودعت الرئاسة الفرنسية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الاتحاد، والتحرك ضد استفزازات كوريا الشمالية المتواصلة.
وندّد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، بالتجربة النووية بشدة، واصفاً إياها بالـ"الاستفزاز".
وانضمّت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لقافلة المنتقدين، واعتبرت التجربة النووية بمثابة "انتهاك صارخ لقرارات عديدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، كما أنها تتجاهل مطالب المجتمع الدولي المتكررة.
ودعا رئيس الوكالة، يوكيا أمانو، كوريا الشمالية إلى الالتزام بقرارات الوكالة، ومجلس الأمن الدولي، المتعلقة ببرنامجها النووي.
وجاءت التجربة الأخيرة رغم عقوبات مشددة فرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية عقب تجربة سابقة أجرتها مطلع العام الجاري، وهي العقوبات التي زادت من عزلة بيونغ يانغ، دون أن تثنيها عن تطوير برنامجها النووي.