لا يأكل العشب اليابس .. يحمل الذهب على ظهره

لعل الغارقون في التفاصيل والمتبحرون في مقدراتنا التي أوصلت مستوانا الأقتصادي والمستوى المعيشيمحمد هشام البوريني الى هذا الحد الجيد.. يدركون تماما بأننا في وطن يملك الكثير من عناصر القوة والتقدم والنماء حالت ظروف عامه وخاصه من استثمارها بالكامل لنكون بأفضل مما نحن عليه...فكان دائما بالأمكان المراكمة على أي منجز تم تحقيقه  لولا ضعف في التخطيط أو في التنفيذ نتيجة للفساد الذي يبدو أنه استشرى بالكثير من مؤسساتنا وعند العديد من مسؤولينا ومنذ زمن بعيد...... والا فمن أين تتوسعت استثمارات البعض وانتفخت جيوبها وتعززت أرصدتها لولا استغلال هذا البعض لمقدرات الوطن لحساباتهم الشخصية على حساب المصلحة العامة.

في نفس الوقت لا نستطيع أن ننكر بأن ما وصلنا اليه من ازدهار بجهد واخلاص الصادقين محط تقدير واعجاب...كان من الممكن تعزيزه لو استفدنا من امكاناتنا بشكل أكثر انتاجيه وبأدارة عملت على استثمار كل هذا بوطنية وأمانة.


دوما تغنينا بأننا نملك انسانا أردنيا يحب وطنه وينتمي لكل قضاياه وهذه حقيقه ...هذا الأنسان نفسه الذي يملك ما يكفي من الطاقات والقدرات والعلم والمعرفه شهدت له كل الذنيا لا بل استثمرت كفاءته الكثير من المجتمعات واستفادت من تميزه في غير مجال.وهذا يعني بأن وطننا استفاد جدا من الأستثمار في الأنسان الأردني من حيث الأهتمام بتعليمه وصحته وحياته الكريمة...هذا هو نفسه الذي كان يمكن الأعتماد على كل ما يملك من تميّز بصورة أكبر ليساهم في تقدم الوطن وتعظيم مكتسباته.ولكن للأسف أن أصحاب المصالح والنظرة الضيقة أبعدت كثيرا من الكفاءات المؤهله والمخلصة عن ميادين البذل والعطاء...لصالح محاسيب تنفذ بلا تردد أجندات خاصه تخدم أشخاص بعينهم بعيدا عن الألتفات لما لذلك من ضرر على مسيرة التنمية الوطنية الشاملة.


وانني أعجب لعدم استهداف الكثير مما نملكه من مقدرات في الخطط التنموية بشكل جدي يتمنى اخرين امتلاكها لتكون قاعدة ارتكاز في الاقتصاد الوطني....فمن يملك البحر الميت..ومن يملك البتراء...ومن يملك العقبة لا يجوز ان يكون اقتصاده ضعيف ...فالبحر الميت يملك مئات العناصر العضوية التي تستخدم في مختلف أنواع الصناعة الكيمياويه الدقيقة ما يمكن تصديرها لدول التقدم العلمي بمردود سيشكل ثروة لا يستهان بها ..وأما البتراء التي أقرّ العالم بأنها من عجائب الدنيا السبع التي رغم الأهتمام بتأهيلها مؤخرا لتكون مرفقا سياحيا جاذبا للسياح الاّ أن ذلك لا يكفي لتكون جزءا هاما من مشاريع القطاع السياحي...

أما ثغر الأردن الباسم فيكفي ما نسمع ونتابع وما يرشح من معلومات تؤشر بأن كثير من المشارع التنموية في العقبة اما فاشله أو تسلل الفساد الى حصونها فأضعف مردودها على الأقتصاد الوطني.


انني أدرك بأن الأردن واجه ويواجه تحديات جسام على صعيد القضايا العربية والأقليمية والدولية وأدرك أيضا بان المتغيرات المتلاحقة في المنطقة يؤثر بشكل مباشر على ظروفنا الذاتية بما في ذلك خططنا التنموية...لكني على ثقة بأن الأردن الذي استطاع أن يخرج دائما من كل الأزمات مهما كانت وتصدّى لكل التحديات قادرعلى النهوض في كل الأوقات .. فأنه يملك أعظم المقومات... كلها من ذهب ... فحباه الله بقيادة أثبتت دائما بأنها تملك حكمة ولا أعظم.. وقدرة في مواجهة كل التحديات ولا أصلب.. وانسانية ووفاء للوطن والشعب والثوابت ولا أروع...وأما الشعب الأبيّ التوّاق لتقديم الغالي والرخيص من أجل أن يبقى الأردن عزيزا كريم قادر بنفسه وبكفاءاته ووعيه التعامل مع مقدرات وطنه الكثيره والوفيره بكل الأمانة الوطنيه .. فتتوحد رؤى القيادة الهاشمية مع وفاء الشعب للوطن  حفاظا على المكتسبات واستثمار كل المقدرات الذاتيه, فكلها مجتمعة تشكل الذهب الخالص  الذي يقودنا الى النهوض وتعزيز مسيرة التقدم والازدهار.....







فهل يعقل أن يأكل العشب اليابس من يحمل الذهب على ظهره ؟





محمد هشام البوريني