قائمة معا.. الحملة الإعلامية لمعت خالد رمضان وتركت البقية.. والشعارات أثارت حالة تمرد اثر على شعبيتها

أخبار البلد -

لا شك ان قائمة "معا" قد أحدثت حراكا انتخابيا منقطع النظير منذ بواكير مخاض التشكيل والولادة ولا تزال سواءً بشخصية زعيمها وبرامجها وحتى شعاراها الجدلية والمثيرة والتي كانت عنوانا رئيسا على مواقع التواصل الاجتماعي وصالونات عمان.. القائمة والتي حسمت مواقفها وحتى رأيها في الكثير من القضايا الجدلية كانت قد قالت كلمتها دون خوف او وجل بالرغم من حالة الغليان وردة الفعل التي انطلقت من قوى وجهات وشخصيات تناصر او تعارض فيما طرحته هذه القائمة من شعارات في غاية الأهمية او الخطورة وتحديدا في قضية الدين والسياسة وموقف القائمة او زعيمها خالد رمضان منها وكذلك قضية المرأة وأشياء أخرى على علاقة بالسياسة الخارجية والوطنية .

كتلة "معا" او قائمة اليسار الديمقراطي أعلنت بصريح العبارة انها قائمة الدولة المدنية فيما تحمله هذه الكلمة من معاني سياسية واضحة وصريحة تعرضت لانتكاسة ولهزات بعضها جاء بسبب سوء إدارة الحملة الانتخابية والإعلامية او بسبب الانقسام غير الواضح داخل الكتلة من شعارات وبرامج جرى فرضها من قبل خالد رمضان على الجميع وتحديدا فيما يتعلق بالدين والسياسة كون بعض الأعضاء على خلاف جوهري مع القائمة وله موقف مغاير مما طرح او أعلن فللأسف ان الحملة الإعلامية للقائمة كانت تركز بالدرجة الأولى على خالد رمضان وقيس زيادين وأحيانا ثائر حلاة دون غيرهم وكأن ما تبقى من أسماء لا تعنيهم بشيء فالضخ الإعلامي والتلميع الصحفي كان يقتصر على خالد رمضان البطل في فيلم القائمة وليس على الآخرين الذين بدوا وكأنهم كومبارس لا قيمة لهم فالإعلان كان يرصد همسات وتصريحات خالد رمضان ويتابعها أول بأول ولا يلتفت الا إلى خالد رمضان وتصريحاته ومقابلاته وحتى خطاباته في المهرجانات الخاصة بالقائمة مما طرح تساؤلات عديدة حول هذه السياسية غير الموفقة والتي تتعارض مع قيم وشعارات الدولة المدنية التي للأسف غابت عن هذه القائمة جملة وتفصيلا فاللقاءات التلفزيونية كانت محصورة ومقتصرة على خالد رمضان دون غيره وكذلك اللقاءات والخطابات التي أفردت لها مساحات كبيرة في وسائل الإعلام كانت لخالد رمضان مما يدل ان الدائرة الإعلامية والحملة الخاصة بالقائمة لا يعنيها من القائمة سوى خالد رمضان الذي فرض نفسه وآراءه وبرنامجه على الجميع ودون مشاورة مع احد الأمر الذي خلق عند البعض حالة تمرد ضد التوجه العام والذي انعكس بدوره على القاعدة الشعبية للمرشحين الذين تدخلوا بغريزة وفطرة الدين رافضين فكرة شعار فصل الدين عن السياسة فقاموا بإزالة اليافطات من الشوارع لأنها لا تتناسب مع توجههم وفكرهم في ظل وجود أعداء للقائمة حرضوا عليها وصبوا الزيت على النار فكان التمرد واضحا في وادي عبدون وبعض المناطق التي أعلنت بأنها لا توافق على سياسة القائمة في هذه الجزئية الأمر الذي سيؤثر سلبا على القائمة وعلى بعض المرشحين دون غيرهم.

ويبدو ان قائمة "معا" قد فقدت الكثير من شعبيتها بفعل المواقف غير الديمقراطية لزعيمها خالد رمضان الذي استثمر القائمة ولجانها لخدمة أفكاره وليس أفكار الجميع الذين تفاجئوا بسياسة فرض الأمر الواقع عليهم