المحكمه الجنائيه الدوليه

المحكمه الجنائيه الدوليه                                               

                                                    

في خضم الأحداث الدوليه المتسارعه, وظهور مدعي عام المحكمه الجنائه الدوليه , الأرجنتيني اوكامبو , من جديد -بعد مذكرة البشير – واصداره مذكرة توقيف بحق كل من  العقيد القذافي , ونجله سيف الأسلام , ورئيس الإستخبارات الليبيه السنوسي ؛ وكذلك ما تناقلته وكالات الأنباءعلى لسان وكيل وزارة الدفاع البريطانيه لشؤون القوات المسلحه ؛ انه من المرجح جدا ان تصدر المحكمه الجنائيه الدوليه أمر بأعتقال الرئيس السوري للأشتباه في صلته بقمع المحتجين في بلاده . فإن هذه الأحداث فتحت شهية الحقوقيين وخبراء القانون الدولي والسياسيين للكتابه والمناظره . ومن هذا المنطلق ارتأيت أن اوضح بإيجاز عن دور هذه المحكمه واختصاصها .

     لكن في البدايه لابد من التنويه بأن البعض قد يخلط بين المحكمه الجنائيه الدوليه, ومحكمة العدل الدوليه ؛ والتي تدعى اختصارا في بعض الاحيان المحكمة الدولية , وهي ذراع تابع للأمم المتحدة يهدف لحل النزاعات  بين الدول . لذلك لابد من التنويه الى انهما نظامان قضائيان منفصلان .

أنشأت المحكمة الجنائية الدولية خارج منظومة الامم المتحدة بموجب معاهدة دولية , وهي مكملة للمحاكم الدولية الوطنية غير القادرة او غير الراغبة في مقاضاة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية , وجرائم الحرب , والجرائم ضد الإنسانية . ففي 17 تموز 1998م وافقت 120 دولة في اجتماع للجمعية العمومية للأمم المتحدة في ايطاليا على ما يعرف ( ميثاق روما ) واعتبرته قاعدة لإنشاء محكمة جنائية دولية دائمة . وعارض حينها هذه الفكرة سبعة دول وامتنعت 21 دولة عن التصويت .

لكنَ المحكمة الجنائية الدولية تأسست بصفة قانونية ,  ودخل ميثاق روما االمذكور حيز التنفيذ في 11 نيسان 2002م

وبذلك فإن اختصاصها لا ينسحب على الجرائم المرتكبة قبل هذا التاريخ . وهي بهذه الصفة تختلف عن المحاكم الخاصة التي شكلت من قبل ,  مثل المحكمة الخاصة التي شكلت لمحاكمة مجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة عام 1993م والمحكمة الأخرى الخاصة بمحاكمة مجرمي الحرب في رواندا عام 1994م .

بلغ عدد الدول الموقعة على قانون انشاء المحكمة الجنائية الدولية 114 دولة ,  كما وقعت 41 دولة اخرى على ميثاق روما , لكنها لم تصادق عليه بعد . وفي عام 2002م سحبت كل من امريكا واسرائيل توقيعهما على قانون المحكمة , وبذلك لم يعد هنالك ما يحملهما على تنفيذ ما يترتب عليهما من التزامات .

اما الدول العربية الموقعة على ميثاق روما فهي ( الاردن , مصر, الامارات العربية المتحدة , الكويت , المغرب , السودان , عمان,  سوريا , اليمن , البحرين ) .

هذا وقد فتحت المحكمة الجنائية الدولية منذ نشأتها تحقيقات في عدد من القضايا في كل من دولة اوغندا الشمالية , وجمهورية الكونغو الديموقراطية  وجمهورية افريقيا الوسطى  , ودارفور. وهاهي اليوم من المحتمل أن تجري تحقيقاتها في ليبيا , ولا ندري غدا من الدولة التي تليها.......! 

يذكر أن هذه  المحكمة تخدم أجندة دول عظمى لها مصالح دولية , كما في مسألة دارفور, وليبيا اليوم , فضلا عن امتناعها اصدار اي مذكرة توقيف او تحقيقات في جرائم اسرائيل المتتابعة على المدنيين العزَل . 

qudahmajeed@yahoo.com