الأردن عديم الحريات... لماذا الآن !!
لم استغرب ما صدر عن تقرير مؤسسة Freedom House' حول واقع الدول في مجال الحريات العامة والحريات الصحفية خاصة ، اذ جاء ترتيب الأردن وحسب بيانات المؤسسة في المرتبة 141 في مجال الحريات الصحفية من أصل 196 دولة ، والمرتبة 117 في مجال الحريات الديمقراطية من أصل 167 دولة خاضعة للدراسة ، واحتلت إسرائيل مرتبة متقدمة باعتبارها دولة حرة !! بالرغم من احتلالها لاراض عربية وممارساتها سياسات القمع والقتل واعتقال وتعذيب الآلاف من أبناء الشعوب العربية والبناء غير الشرعي للمستوطنات ومصادرة الأراضي والمنازل وطرد اهلها وكذلك ملاحقة المواطنين الفلسطينيين وقتلهم داخل فلسطين وخارجها ، وبالرغم من اعتداءاتها المستمرة على المساجد والكنائس وهدم البيوت .
مؤسسة فريدوم هاوس ، هي مؤسسة دولية تعتبر نفسها غير حكومية مقرها واشنطن، تأسست عام 1941 بتمويل أمريكي مباشر وتمويل خفي من منظمات صهيونية معروفه في عهد الرئيس روزفلت الذي مهد بعد عام اي سنة 1942 المؤتمر الصهيوني العالمي ، وبشرف على عملها أفراد و لجان عاملة في المخابرات الامريكية CIA ولجان الكونغرس الأمريكي وهي مكلفة بإجراء بحوث ودراسات متعددة خدمة لأهداف الدول الكبرى والمنظمات الداعمة بهدف تسهيل مهمات تلك الدول والمنظمات لاتخاذ القرارات والتوجهات حيال بلدان العالم على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، وعلى تغيير نمط وفكر الشباب والمرأة وتعديل تلك القيم بما يخدم أهدافها الإستراتيجية ، وكان لها دورا مباشرا في التغلغل في المجتمعات الشرقية في عهد الاتحاد السوفييتي وتفكيك تلك الروابط وتدميرها وهذا ما تعترف به هذه المؤسسة على مواقعها الالكترونية ضمن ما سمي مشروع مارشال ، وقد عملت كذلك على إثارة الفتن الطائفية والاجتماعية في مصر في مرحلة ما قبل الثورة والتي فضحتها تصريحات العديد من شباب وشابات مصر الذين تم دعوتهم وتدريبهم للقيام بتلك المهام لمدة شهر على أيدي عملاء صهاينة ، رفض البعض منهم مواصلة المشوار واستكمله اخرون ضمن مشروع أطلقت عليه المؤسسة الجيل الجديد تم تزويد القادة منهم بمبالغ مالية ضخمة تمهيدا لبدء إثارة الفتن وتخريب مصر !! ويقود هذه المؤسسة رجال عملوا ولازالوا مستشارين للرؤساء الأمريكان منذ روزفلت وحتى اليوم وعلى رأسهم اليهودي بيتر آكرمان الذي تولى قيادة المنظمة ! ومن أبرز رؤساء فريدوم هاوس جيمس ولسي "يهودي صهيوني متعصب" رئيس ال CIA السابق وعضو مركز سياسات الأمن الذي يقوم بالترويج لحزب الليكود الإسرائيلي اليميني المتشدد، وجيمس ولسي رئيس سابق لجهاز المخابرات وعضو أيضا بالمعهد اليهودي للأمن القومي وهي مؤسسة "عسكرية" تسعى للتعاون "العسكري" بين أمريكا وإسرائيل، وكينيث ادلمان الداعم الرئيس لحزب الليكود المتطرف ،.
لم يعد خافيا على احد ، ان هذه المؤسسة التي تعمل في البلاد منذ عقود مضت تعمل على تفكيك بنية المجتمع الأردني وتوجيه برامجها نحو جيل الشباب عامة و المرأة خاصة للارتقاء بمستواها السياسي والثقافي على حد تعبيرهم وخاصة النساء في الريف ذوات القيم الاجتماعية والدينية المحافظة بهدف واضح وهو تعديل تلك الثقافة والقيم ضمن مسميات الحريات وحقوق المرأة والدفاع عن حقها في إقامة العلاقات الاجتماعية دون ضبط او رقابة وقد أطلقت منذ عقد مشروع محاربة ما سمي بجرائم الشرف ليس لدواع حمايتها بل كمقدمة للانتقال الى الدور التالي من برامجها التي تستهدف المرأة الأردنية في دينها وعفتها وثقافتها ! والتي لاقت بكل أسف ترحيب دعم مؤسسات المرأة في الأردن ، وعملت أيضا على فتح نقاشات موسعة حول منح أبناء الأردنيات المتزوجات من غير الأردنيين حقوق الجنسية والمواطنة وموضوع الحقوق المنقوصة مما يفتح المجال واسعا لضم وتجنيس المواطنين الفلسطينيين وتفريغ الضفة من أبنائها خدمة للمشروع الصهيوني .
ان الوقت قد حان كي تتخذ الحكومة ومنظمات المجتمع المدني العاملة بشرف خدمة المجتمع الأردني موقفا ثابتا حيال سلوك ومؤامرات هذه المنظمة وغيرها خدمة لأهداف خارجية ، اذ لم يعد خافيا على احد أهداف هذه المنظمات من تلك الدراسات والنتائج التي يحددها بضع أفراد هنا وهناك من " أبناء الوطن " سواء أكانوا إعلاميين او عاملين في منظمات المجتمع المدني المختلفة ممن يقع الوطن على أخر اهتماماتهم ومشاغلهم إلا بالقدر الذي ينهلون من خيراته والذين لا شغل لهم سوى التحريض وتأزيم الأمور في بلادنا لتحقيق مصالحهم الخاصة او مصالح الفئات التي ينتمون لها وخاصة هذه الايام الذي تمر به البلاد بازمات سياسية واجتماعية واقتصادية صعبة . فهل نعي وندرك اللعبة قبل أن نسمع غدا بتفجير كنيسة أو مسجد في بلادنا إثارة للفتنة الداخلية ! وقبل أن يفجر باص أو ملعب كرة قدم في إحدى المباريات التي تحظى بشعبية كبيرة ! او حتى قبل ان يتحدث البعض عن شمال مترف وجنوب محروم !!