منع السفر مشكلة بحاجة لحل!
لم تزل قضية التبليغات القضائية تشكل مشكلة كبيرة لكثير من المواطنين، حيث يُفاجأوا في اللحظات الأخيرة أنهم ممنوعون من السفر، بسبب وجود قيود حقوقية عليهم، وهم لا يدرون عنها، أو قصروا في تحري البحث عنها، رغم تأكيدات جهاز الأمن العام على أهمية التأكد من عدم وجود قيود تحول دون السفر، قبل حزم الحقائب!
وبين هذا وذاك تقع بعض الأحداث، تتشارك جميع الأطراف في المسؤولية عنها، حيث يمكن في «الوقت الضائع» أو عبر ثغرة زمنية معينة، أن تنفذ بعض القضايا، وبتدبير محكم، كي تؤدي دورها ليس في تحصيل الحقوق، بل بتعكير صفو بعضنا البعض، وربما الانتقام بين المتخاصمين!
ولعل هذا ما حدث مع ابن المهندس جمال قنديل، الذي هاتفني بالأمس، باعتبار أن سقف الكون انهار على رأسه وعلى رأس ابنه المغترب، الذي أعيد من المطار هو وزوجته وأطفاله، في مشهد درامي مؤلم، بسبب تدبير ذكي من طليقته، التي نفذت ما تريد من تشويش حياته، مستخدمة الأسلوب «القانوني» البحت، الذي يفترض أن يتعامل مع الحالات الإنسانية بشيء من التعاطف!
يقول المهندس جمال/ عاد ولدي عاد من الغربة الى هذا الوطن الغالي، لقضاء اجازة اقل من اسبوع وبعد انتهاء الاجازة حمل حقائبه ومعه زوجته واطفاله متوجهآ الى المطار مغادرا بلده إلى مقر عمله في الغربة ، واذا بنا نفاجأ بقرار محكمة شرعية، يمنع سفر ولدي الى الخارج والسبب كما قيل لي عدم دفع مبالغ بسيطة متراكمة من نفقة أطفاله عليه الى طليقته، وقد يصل المبلغ الى 400 دينار اردني، وهنا وقعت المصيبة وكان عليه ان يعود الى عمان هو وزوجته و اولاديه وحقائبه ، لمراجعة المحكمة وعمل كفالة حسب القانون وحسب الاصول، عدنا يا سيدي وفي اليوم التالي قمت بمراجعة المحكمة، وكان معي ولدي الممنوع من السفر، وهنا يسأل المهندس جمال: اليس ظلما ان يحرم ولدي من السفر ونحن ملتزمون بدفع النفقات لطليقة ولدي إلا أن ما حصل أنه تم تعطيل مصالحه بهذا القرار، ووضعنا تحت خسائر مادية تزيد عن 3000 دينار، وكان من الاولى تبليغنا او تبليغ ولدي بأن عليه منع سفر لاننا لم نكن نعرف ان هناك مبالغ بسيطة متراكمة علينا و لو علمنا لقمنا بالدفع مسبقا بدلا من وضع ولدي واطفاله في هذا الموقف المؤذي، ومنعه من السفر ووضع أطفال في سن الورود في مأزق نفسي
هم وأمهم التي عادت مع زوجها وأطفالها وهم يصرخون و يبكون داخل المطار ولمدة اربع ساعات متواصلة، صحيح بان القانون اعطى المرأة حق منع السفر ولكن الاصل ان يتم تبليغ الممنوع من السفر بان عليه (منع سفر) حتى يقوم بالإجراء اللازم ، اما ان يمنع من السفر وأن تتعطل مصالحه فهذا لا يقبله لا دين و منطق ولا لاقانون، علما بان ولدي يملك عقارات في وطننا الغالي و في حال عدم التزامنا بالدفع بإمكان مطلقتي الحجز على احد ممتلكاته، اما ان يتم منع ولدي من السفر بهذه الطريقة، والتي كانت نتائجها على النحو التالي: خسارة مادية تزيد عن 3000 دينار اردني 2.وضع زوجتي و أطفالي في حالة نفسية سيئة، خسارة يومين وانا اطارد على المحاكم حتى اتمكن من عمل الكفالة المطلوبة لولدي، تأخر ولدي عن عمله في احدى المستشفيات الاجنبية وكان لذلك اثر سيئ عليه وعلى المرضى الذين يشرف على علاجهم والذين كانوا بحاجة ماسة له في اليوم الثاني لسفره، زوجته الأجنبية التي دخلت حديثا في الاسلام سألتني قائلة باستغراب هل هذا هو الاسلام الذي اخبرتني عنه؟ هل هذه هي المعاملة الحسنة التي طالب فيها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال: الدين المعاملة؟
طبعا معاناة الوالد والابن لم تنتهي عند هذا الحد فثمة معاملات رسمية معقدة، وطلبات يمكن أن تكون أكثر سهولة، كلها فاقمت من وضع الأسرة.. نحن على يقين أن هناك طرقا أكثر سلاسة لسلوكها، لتسهيل حياة الناس !