جمعة الهوت دوغ

جمعة الهوت دوغ

اخترت هذا العنوان لمقالتي فقد قرأت تعليق لأحدهم على موضوع (قوى وطنية تدعو إلى«جمعة الحرب على الفساد» من العبدلي إلى دوار الداخلية) والذي نشرته بعض المواقع الإخبارية فقد كان صاحبنا يعدد (الجمع) واقترح جمعة للهوت دوغ.

طغت الغوغائية وعدم التنسيق في جميع مراحل الحراك الشعبي الذي شهدته المملكة مؤخرا فتارة نحن ثائرون بسبب الفساد وتارة نزحف إلى الكرامة نريد استرجاع فلسطين وتارة نشجب انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي وتارة نستنكر ما يجري بليبيا ونطالب (بسحل) معمر القذافي ونحن (مكانك سر).

أصبح بحقيبة كل واحد منا (شماغ) أحمر أردني وكوفية (بركا) فلسطينية و(طاقية) صوف شيشانية فإذا انطلقنا بجمعة نحارب فيها الفساد ارتدينا (الشماغ) الأحمر وإذا انطلقنا لنسترجع فلسطين ارتدينا الكوفية (البركا) وإذا وقفنا أمام السفارة الروسية ارتدينا (الطاقية) الشيشانية فنحن شعب متعدد المهارات والأشكال والألوان.

اعذروني أنا هنا لا أحاول مس الوحدة الوطنية ولكن أحاول أن افهمها فحب الوطن والانتماء إليه لا يجزأ فيجب أن يكون قلبك وعقلك وجسدك هو للأرض التي تعيش عليها والتي تسمى الوطن أما أن يكون قلبك في وطن وجسدك في وطن آخر وكل منهما (يلعن) الآخر لأنه وجد فيه فهذا ليس حب للوطن ويجب أن تجمعهما في أرض واحدة لكي ترتاح نفسك وتطمئن.

مثلا بالأمس انطلق المئات من الشيب والشباب ليحيوا ذكرى النكبة في غور الأردن ولولا لطف الله ورعايته لكانت نكبة اخرى علينا عندما اشتبك (العائدون) مع رجال الأمن ظنا منهم أنهم وصلوا إلى فلسطين وحرروها ولم يبقى أمامهم إلا رجال الأمن العام فتخيلوهم بالزي العسكري الإسرائيلي فثارت ثائرتهم, وقبلهم في الزرقاء كان الفرسان المدججين بالدروع والسيوف ولا ينقصهم سوى ركوب الخيل والمبارزة ينقضون على رجال الأمن العام وهم يتخيلونهم كفرة وعبدة أصنام, وقبلهم أيضا أبطال دوار الداخلية وفي كل مرة تقع إصابات بين المتظاهرين ورجال الأمن وكأننا نسعى إلى هذا لأمر في نفس يعقوب.

في كل مرة يظهر فيها مدير الأمن العام ليحمل نفسه ومن هم بإمرته سبب ما جرى وذلك لتهدئة النفوس حتى وصلت الجرأة بأحد المجعجعين أن يقول أن الأمن العام (يستاهلون) ما جرى لهم وكأنه يتكلم عن مرتزقة جاءت بهم الدولة من جزر المريخ.  

قناعتي التي لا تقبل الشك أن جميع هؤلاء هم صيادو فرص يصطادون في أية بركة يجدونها أمامهم فقد كثرت (الجمع) عندهم وكثرت تحركاتهم الغير منظمة والتي تأتي فقط للمشاغبة و(جر) الوطن لما لا يحمد عقباه, وهنا يجب أن نتفق فأما نزحف جميعا لاسترجاع فلسطين وأما أن نزحف جميعا لنأخذ ثأرنا من روسيا وأما أن نزحف جميعا لنقضي على الفساد والمفسدين, أما أن نبقى كل يغني على ليلاه فهذا غير معقول ومرفوض وخلافا لذلك فنحن مخربون عابثون بأمن هذا الوطن واستقراره.

ولا تنسوا فانا أدعوكم الجمعة القادمة لتناول الهوت دوغ لنرتاح قليلا ونخطط للجمعة التي تليها.

هلال العجارمه

helalajrami@yahoo.com