دريد لحام.. أطالبك بإعادة أحلامي


قد يكون منطقيا" أن ينبري طالب إبراهيم للدفاع عن نظام القمع السوري ويدعي أن كل ما نشاهده على شاشات الإعلام (غير السوري) محض افتراء .. لأسباب ليس أصلح لتوضيحها من طالب إبراهيم نفسه.. وقد يكون مقبولا" أن تظهر بهية الطلعة بثينة شعبان لتدعي أن الكثير مما نشاهد عبارة عن حلقة من مسلسل (كونان) أو (جرندايزر) الخارق.. لكن أن تصل الأمور لحد أن ينبري دريد جزار.. عفوا" دريد لحام.. بقامته الشامخة ويعلن أن درعا التي شوهدت تُدمّر على أيدي عصابات الأمن السوري ما هي سوى محافظة يابانية لا علاقة لها بسوريا العروبة.. وأن الحراك الشعبي الذي نشاهده يوميا" في طفس وداعل والحراك ونوى وجاسم وداريا وتلكلخ وحمص وتلبيسة والبيضاء لا يعدو أن يكون عددا" قديما" مستنسخا" من مغامرات تختخ ونوسه التي أدمنّا قراءتها لدرجة أننا صدقنا أنها تحدث فعلا".. فهو أكثر بكثير من طاقتي على التحمل!!

العذر كل العذر لمحمد الآغا ورامي مخلوف وبثينة شعبان وطالب لإبراهيم.. فقد باعوا ضمائرهم منذ أمد بعيد ولا مجال لديهم لمحاولة شرائها أو استبدالها بآخرى جديدة.. حتى لو أرادوا!!

فهم إما متربحون من النظام أو مدفوعون رعبا" لما يصرحون, أما أن ينبري بطل (ضيعة تشرين) وشارب (كاسك يا وطن) والعائد الوحيد من (غربة) وكاتب ومُوقع (التقرير) للدفاع عن القتلة والمأجورين وأن تصل به الأمور لاتهام غالبية الشعب السوري بالعمالة وبأنهم مجموعة من المندسين والعصابات المسلحة العابثة بامن الوطن السوري العتيد فهو والله أكثر بكثير من احتمالنا وقدرتنا.. فما الذي دفعك لما صرحت؟؟!! هو أحد احتمالين أيها الدريد: إما أن حبوب الهلوسة الليبية التي تم قطع المياه عن درعا لمنع السوريين من ابتلاعها قد دُست في شرابك .. أو أنك تعاني نوعا" متقدما" من الفصام والوسواس القهري سببه لك طول صراعك مع النظام فاقتنعت بعد طول جدال أنك باطل وأنهم حق!!

هذا هو عذرك أيها اللحام لكنني رغم ذلك لا أجد مبررا" لي للتنازل عن حقي في مقاضاتك أمام الله والناس ومعي ملايين العرب الذين جعلتهم كلماتك في (كاسك يا وطن) يحلمون بأمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة.. رسالة لا علاقة لها بك وبأمثالك.. نعم.. من حقنا أن نقاضيك أمام الله والعدل بتهمة الحلم الكاذب.. لقد جعلتني أصدقك طوال أربعين عاما" هي سني الوعي من عمري المملوء بالانتصارات العربية بدءا" برمينا إسرائيل لسمك القرش المتجوع في المتوسط عام 1967 مرورا" باجتياح لبنان لشمال إسرائيل عام 1982 وصولا" لاحتلال العراق للولايات المتحدة المريكية عام 2003, فهل تعتقد أنني سأرضى بأي ثمن منك لقاء أحلامي الضائعة التي قمت عامدا" برميها في سلة المهملات التي زودك بها رموز النظام السوري!!

يقال أنك تستطيع خداع البعض كل الوقت أو خداع الكل بعض الوقت ولكنك أثبتت لي وللملايين من العرب المذهولين أنك تستطيع أن تخدع الكل كل الوقت.. لأننا لم نكتشف أنك أكذوبة ممجوجة وأداة من أدوات النظام في سوريا إلا في الوقت بدل الضائع قبيل صافرة النهاية!!

aymanbanykhalaf@yahoo.com