اخبار البلد-
استولت فصائل المعارضة المسلحة السورية المدعومون من قبل الجيش التركي على 11 قرية من القوات التي يقودها الأكراد في شمالي سورية في اليومين الماضيين، في حين أستعادوا قريتين جديدتين فقط من تنظيم "الدول الاسلامية”، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض اليوم الإثنين.
وتخوض تركيا الآن حربا ثلاثية الجبهات ضد المقاتلين الأكراد: على أراضيها، وفي سورية، وفي العراق.
وأثار تصاعد القتال بين القوات التركية وحلفائها من فصائل المعارضة المسلحة السورية ، والمقاتلين الذين يقودهم الأكراد، قلق الولايات المتحدة، من أن الحرب ضد”الدول الاسلامية”، وهي على رأس أولوياتها، يمكن أن تتأثر سلبا.
وأشارت وكالة الأناضول للأنباء الحكومية إلى غارات جوية جديدة ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ونقلت محطة "سي إن إن ترك” عن الجيش التركي قوله إنه ضرب 20 هدفا 61 مرة في سورية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال تقرير إخباري، اليوم الاثنين، أيضا، سقطت صواريخ، أطلقت من أراض يسيطر عليها الدول الاسلامية في سورية، على بلدة كلس الحدودية التركية، ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص على الأقل.
وبين الجرحى طفلان، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء دوجان.
ومنذ كانون ثان/ يناير الماضي قتل 20 شخصا على الأقل في كلس جراء القصف الصاروخي.
وتقول تركيا إن عملياتها في سورية موجهة ضد كل من الدول الاسلامية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "بي واي دي”، الذي تعتبره الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني والمتمردين الأكراد الذين يعملون على أراضيها.
واستعاد الأكراد مدينة منبج، جنوب المنطقة التي يجري بها قتال حاليا، من الدول الاسلامية هذا الشهر. ولكن يبدو الأ، ان هذه المدينة الاستراتيجية سوف تقع في أيدي قوات أنقرة.
وقال قائد في لواء المعتصم التابع لقوات المعارضة المسلحة ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "سنواصل تقدمنا نحو منبج وريفها وسنحررها”.
لكن قوة الجيش التركي، العضو في حلف شمال الاطلسي ( الناتو)، وفضائل المعارضة المسلحة السورية ، أجبرت الأكراد على التراجع جنوبا على طول نهر الفرات.
وأطلقت تركيا- جنبا إلى جنب مع فصائل مسلحة معارضة أخرى، من بينها مقاتلون تركمان – الأسبوع الماضي حملة على شمال سورية فسيطرت على بلدة جرابلس الحدودية، دون مقاومة كبيرة من الدول الاسلامية، وبدأت بتوجيه الضربات ضد الأكراد.
وقال المجلس العسكري لجرابلس، الموالي للأكراد، إن قواته انسحبت إلى خط جنوب نهر الساجور، على بعد 9 كيلومترات من منبج، حفاظاً على أرواح المدنيين.
وكان انتصار مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في منبج، قد أجج مخاوف تركيا والفصائل المسلحة المعارضة من تمددهم إلى الغرب لإقامة كيان كردى على طول معظم الحدود التركية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "وحدات حماية الشعب” الكردية (واي بي جي) الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، سيتم استهدافها فقط، إذا ظلت على الجانب الغربي من نهر الفرات، وفق ما ذكرت محطة "سي إن إن ترك”.
ومع ذلك، أفادت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، آسيا عبدالله، بوقوع ضربات تركية وتحركات عسكرية قرب كوباني (عين العرب)، وهي مدينة لها قيمة رمزية، تقع شرق النهر على الحدود التركية. وأيضا قالت مصادر كردية إن فصائل المعارضة المسلحة بدأوا هجوما على بلدة قرب مدينة حلب تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون” بيتر كوك إن وقوع اشتباكات في مناطق لا وجود فيها لعناصر الدول الاسلامية "أمر غير مقبول ومصدر قلق بالغ”.
وشدد في بيان على أن "الولايات المتحدة لاتشارك في هذه النشاطات، ولا تتم بالتنسيق مع القوات الأمريكية، ولا ندعمها”، وحث على وقف التصعيد وفتح قنوات للاتصال، محذرا من أن الاقتتال سيتيح لتنظيم الدول الاسلامية فرصة للتصدي للضربات.
وقالت وكالة أنباء أعماق التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية” اليوم الاثنين إن التنظيم سيطر على قريتين قرب منبج، مستفيدا من هذا الوضع على ما يبدو.
ودعمت الولايات المتحدة القوات الكردية شمال سورية منذ 2014 كجزء من بحث واشنطن عن قوات برية لمحاربة تنظيم الدول الاسلامية. وطردت هذه القوات، التنظيم، من غالبية الجانب السوري من الحدود مع تركيا.
وفيما قالت الولايات المتحدة إنها لن تدعم الأكراد في مناطق غرب الفرات، أظهرت بيانات من قوات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، تواصل الغارات الجوية ضد الدول الاسلامية في منطقة منبج.
وترى الولايات المتحدة، تنظيم الدول الاسلامية، كبؤرة استراتيجيتها في سورية، حيث تجري حروب متعددة، بما في ذلك النزاع الرئيسي بين حكومة الرئيس بشار الأسد وفصائل معارضة مسلحة عديدة ، من بينها جماعات إسلامية متشددة.
وخلال معظم فترات الحرب، ركزت تركيا على دعم المعارضة المسلحة التي تقاتل الأسد، لكنها تحاول الآن على نحو متزايد ضمان تقليص المكاسب الكردية.