د. شملان العيسى يكتب : هل قبول الاردن والمغرب هو بداية لوحة الانظمة المحافظة بدلاً من الشعوب؟ .. تساءل يطرحه
أخبار البلد - ما ان تم الاعلان من قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة التشاور الثالثة عشرة في الرياض عن ترحيب القادة بطلب الاردن للانضمام الى مجلس التعاون ودعوتهم للمغرب للانضمام حتى ثارت زوبعة من التساؤلات المشروعة حول هذا التحالف الجديد.
معظم التساؤلات التي اثارها الاكاديميون واهل الرأي والسياسيون والصحافة في الكويت تدور حول الاسباب التي دفعت دول المجلس لقبول الاردن والمغرب الآن.. خصوصاً وان محاولات جادة للانضمام طرحت سابقاً للانضمام من اليمن والعراق لمنظومة المجلس ولم تلق الترحيب المطلوب.
معظم التعليقات والتساؤلات تدور حول اسباب القبول او الترحيب بالدولتين، هل الهدف امني فقط في محاولة للتصدي وردع المحاولات الايرانية بالتدخل في شؤون الخليج المحلية؟ فاذا كانت الاجابة بنعم فلماذا استبعدت مصر والدول العربية الأخرى؟ هل التحالف الجديد هو تحالف او اتحاد بين الأنظمة الوراثية العربية المعتدلة في سياستها.. وهل هذا التحرك الغرض منه التصدي للثورات الشبابية التي تعصف بالوطن العربي والمطالبة بالحرية والديموقراطية.
معظم المعلقين والأكاديميين والصحافيين في الخليج ركزوا على قضية الامن الداخلي والخارجي في الخليج بعد فقدان الثقة بالادارة الأمريكية، دول الخليج متخوفة من تزايد التدخل الايراني في المنطقة وهذا تخوف مشروع ولكن هل الاردن والمغرب قادرتان على التصدي لايران.. خصوصاً وان الاردن لديه مخاوف من التوسع الاسرائيلي في المنطقة كما ان المغرب بعيد جغرافياً ولديه مشاكل امنية داخلية مع الارهاب ومشاكل في الصحراء مع الجزائر وحركة (البوليساريو).
هل التحالف الجديد للانظمة الملكية الوراثية العربية هو البديل الجديد عن تحالف دول الاعتدال العربي التي سقطت بسقوط النظام المصري القديم.
دول الخليج العربية عقدت اتفاقيات امنية مع مصر وسورية بعد تحرير الكويت عام 1991 (اعلان دمشق) وقد فشل الاتفاق بسبب التركيز على الجانب الامني واهمال القضايا الاقتصادية التي تهم شعوب المنطقة.
بعض نواب مجلس الأمة الكويتي طرحوا تساؤلات حول الجدوى من الانضمام وان هنالك قضايا اساسية يجب علاجها والتصدي لها قبل التسرع في عقد التحالفات والاتفاقيات وطالب النواب بأن يكون التعاون مدروساً دراسة جيدة ومرتبط التطبيق بجدول زمني تدريجي لأن هنالك اختلافات جذرية في العادات والتقاليد وحتى في طبيعة الانظمة السياسية ففي المغرب مثلاً لديهم احزاب وحركات سياسية نشطة وتنظيمات مجتمع مدني متقدمة وحركة حقوق انسان وحريات وحقوق للمرأة لا تحلم بالوصول اليها الحركات النسائية في الخليج.
النواب والاكاديميون والاعلاميون يطرحون تساؤلا عن سبب اهمال رأي الشعوب في الخليج والاردن والمغرب.. وتساءل نواب مجلس الأمة الكويتي لماذا تم تجاهل وجهة نظر النواب ولماذا اصبح النواب آخر من يعلم عن هذا الانضمام المفاجئ؟
مرة اخرى يتساءل الجميع ماذا ستفعل دول الخليج لو تقدم العراق واليمن بطلب الانضمام بعد ان تستقر بلدانهم هل سيتم النظر في طلبهما؟.
هل قبول الاردن والمغرب هو بداية لوحة الانظمة المحافظة بدلاً من الشعوب؟
هل الهدف الحقيقي هو حماية الانظمة الملكية المعتدلة ضد الثورات العربية (الربيع العربي)..؟ هنالك مطالب شعبية خليجية واردنية ومغربية تدعو للاصلاح الديموقراطي والحريات ومحاربة الفساد فالشعب العربي في الخليج والاردن والمغرب يتأثر بمحيطه العربي الذي تعصف رياح التغيير به هل لدى الانظمة الاستعداد للتغير للافضل لحماية نفسها وشعوبها من القلاقل السياسية؟
وأخيراً نرى أن الجميع يرحب بأي تقارب خليجي – عربي يصب في مصلحة الشعوب.. فلا يمكن ان ينجح اي تقارب وتعاون وتنسيق اذا لم يأخذ في الاعتبار المصالح المشتركة للشعوب والانظمة في تحسين اوضاع الانسان العربي في معيشة افضل.