البطل والكومبارس

ما يحدث في السينما، يحدث الان في الانتخابات البرلمانية الاردنية.
فثمّة « بطل» في « القائمة»،وثمّة « كومبارس».
البطل توضع صورته بحجم أكبر وفي إطار متميز،وغاليا لوحده ومن حوله الآخرون.
في السينما ، البطل،هو الأساس،والمنتج يدفع له أكثر،وعادة ما يختار هو « البطلة». واحيانا باقي الطاقم.
المهم،كل الإمكانيات تُسخّر لخدمة ومن أجل « عيون/ البطل».
البطل / الانتخابي،يختلف عن « بطل / السينما» بكونه لا بد ان يحيط نفسه بإطار من « الفضيلة» و» الوقار». فيحرص على إبراز « د» أي « الدكتور فلان». حتى بتُّ أشكّ أن « الدّكترة» باتت «شهادة/ سياسية» أكثر من كونها « درجة / علمية او أكاديمية».
اما الكومبارس،وهم هنا مجموعة يكملون « القائمة» بحسب شروط الترشّح،فغالبا ما يرضون بالصورة ولعلهم في قرارة انفسهم ، يدركون أن « البطل» هو الأساس،وأنهم في الغالب،مساندون له،فإن نجح سيكون لهم «شيء» من « الحِساء» في الطبَق الرئيسي.
البطل/ الانتخابي، يعتمد على رصيده في الماضي،و» شعبيته» التي ربما « ورثها» عن أجداده.واحيانا على قدرته الماديّة التي تجعله يختار ما يشاء من « الكومبارس» بما يجمّل الصورة/ صورته.
ثمّة عناصر تضيف الى « نرجسية» البطل،خطاط جيد،مصمم يافطات له خيال شاسع بحيث يُرضي « غرور» البطل وفي نفس الوقت لا يقلل من اهمية» الكومبارس»،ويفعلها عادة بلعبة فنيّة .
الشوارع واعمدة الكهرباء والهاتف والدواوير والساحات وحتى الاشجار تزهو بصور البطل والكومبارس سعداء بفرصة «ذهبية» تقدّمهم للناس ولو « مرة في العمر». ومن يدري إن كانت الفرصة سوف تأتي ثانية،خاصة وان معظم افراد» الكومبارس» ممن تجازوتهم الايام.
البطل في السينما مسموح له وحده ان « يبوس» البطلة،بينما « الكومبارس» يكتفي بالحضور والمشاهدة. وفي الانتخابات البرلمانية،إن فاز « البطل»،سيقول « الكومبارس»: إحنا اللي خليناه يفوز!
وهكذا،يغنم البطل في كل الحالات،ويترك الثرثرة للآخرين!