" الفكر ..بين العلم والتجربة "

يقول احد الفلاسفه اليونانيين بعد ان جالس افلاطون لفترة ما بأن الفكر ينشأ مع الانسان منذ الولادة , وهنا نتوقف عند معاني تلك المقولة ونتتبع اسبابها بكل دقة , تقول بعض الدراسات الحديثة ان اصحاب الفكر تبدا تصول بعقولهم قناعات تبنى على ما يتقمصه الانسان من والديه ومن بيئته ومعاناته ان كان يعاني عقدة ماء , وفي مفهوم العقدة لايعني بالضرورة كما هو متعارف عليه مشكلة المت بالانسان بوقت ماء بقدر ماهي حالة اجتماعية ذات تأثير سواءا على طبيعة تكوينه او على طبيعة الحياة التي عاشها بوقت وعصر محدد , فالبتوازي مع تطور العمر لشخص ما ومدى ما يتلقاه من مؤثرات وسلوكيات تكسبه القناعة بنهج اجتماعي او سياسي معين وتولد بعقليته رسوخا تاما وايمانا مطلقا بطبيعة تلك القناعة يصبح ذالك الانسان اسيرا برغبته لتلك المؤثرات على تفكيرة وعقليته , الانسان بطبيعته تواقا للمعرفة فكلما ازداد معرفة وادراكا وثقافة كلما وازن بين ما يحمله من فكر وبين ما يتوجب عليه من تغييره او تطويره , من هنا بدأت بعض الخلافات حول دور العلم باذكاء الفكر او تقويضه , انا شخصيا اقول ان ما يتبناه الانسان من فكر معين ليس بالضرورة ان يقتنع به الكثيرين ولاسباب مختلفة وعلى اعتبار ان كل شخص وجدت معه قناعات متأصلة منذ نشأته, فاصحاب الفكر الديني كمثال غالبا مايكونوا نشأوا ببيئة دينية ملتزمة حيث كانت ممارساتهم وطقوسهم اليومية هي المؤثر الرئيس على افكارهم وسلوكياتهم , واصحاب الفكر العلماني مثلا واجهوا نفس الظروف السابقة مع الاختلاف بطبيعة ماتلقوه من بيتهم التربوية سواءا بالبيت او بالمجتمع المحيط ,اما عن دور العلم وهل هو سبب بوجود الفكر لدى اشخاص معينين فجميع الدراسات بينت ان العلم ببعض الاحيان يوطد مفاهيم الفكر لدى الشخص المستقبل واحيانا اخرى يعمل على تغيير الافكار الموروثة لحد ماء دون ان يضرب بنية الفكر الرئيسية لدى الاشخاص , وهذا واضح جدا لدى الكثير من اصحاب الفكر , وعلى سبيل المثال : من عاصر هموم الوطن وويلاته وتفاعل معها منذ الصغر حتى تولدت بعقليته روح المفاومة وحب الوطن فانه مهما وصل من درجات علمية سيبقى يكرس مفاهيم علمه الحديث لخدمة فكره المتاصل وبشتى الاساليب , اما من كان فكره هزيل وغير تفاعلي منذ نشأته بعقليته فانه مهما وصل لدرجات علمية سيعاني صراعا حادا بين مفهوم الضعف القديم في الفكر ومع طموحه العلمي الجديد فمن الممكن ان يتم الاجهاز على كل ماحمله من فكر سابق والاستعاضه عنه بفكر جديد يحمل بطياته مفهومه العلمي بشكل رئيسي , من هنا نلاحظ ان البعض يحمل فكرا قويا مدعوما بما يحمله من معرفة والبعض الاخر رغم مايحمله من معرفة الا ان مايحمله من فكر قابل للتغير او التطويو او التغيير لحد ماء , لهذا فان اغلب الدراسات والمقارنات اوضحت بمجال لايقبل شكا ان الفكر ينشأ مع الانسان خلال فترات عمره وليس من خلال ما يتلقاه من معرفة فقط...