شايفك وكاشفك
ان النسيان لكلّ شيء أمرٌ طبيعي وعادي سواء أكان مبكراً أم متأخراً، أما نسيان النفس وحجمها ومكوناتها والبيئة الحاضنة لها فأمرٌ في منتهى الخطورة، علماً أنَّ الأصالة والمروءة والكرامة تقتضي ألا ينفصل الإنسان عن ذاته ومجتمعه وينسى نفسه بمجرد جلوسه على كرسي ( لو دام لغيره لما جلس عليه
إن أهم أسباب جنون العظمة هو نسيان المصاب لنفسه عندما ينتقل من وضع إلى وضع آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ومن مناخٍ إلى مناخ لا تتحمل رئتاه هواءه، ولاعيناه شمسه، ولا قدماه أرضه، وباعتبار أن التغير المفاجئ كالموت المفاجئ الأول يذهب بالعقل والثاني بالحياة فإنَّ غيابَ اللباقة والأدب والاحترام للغير وانعدام التواضع أمرٌ متوقع من صغار النفوس الذين لاتزيدهم المناصب او المواقع إلا صغراً وضعفاً وهزالاً، ورحم الله من قال: احذروا صولة اللئيم إذا شبع والكريم إذا جاع.
كثيرٌ من الناس يداهمهم النسيانُ في سن مبكرة، حتى أنَّ بعضهم ينسى نفسه، ويعيشُ حالةً من الوهم والخيال أقرب ماتكون إلى الجنون، خاصةً عندما تترافق هذه الحالة مع داء العظمة الذي يتحول مع مرور الزمن إلى جنون العظمة إذ إنَّ هؤلاء المرضى يشكلون خطراً كبيراً على المجتمع، لا لأنهم لم يلتحقوا بمستشفى الأمراض العقلية حيث يجب أن يكونوا وحيث موقعهم الطبيعي بل لأنهم غالباً مايتبؤون أماكن هامة في المجتمع أوصلتهم إليها ظروف غير طبيعية تلعبُ فيها الوساطات والمحسوبيات او المال دوراً كبيراً في انتقاء أشخاص غير أكفاء لإدارات ومناصب ومواقع حساسة تتطلبُ عقولاً نيّرة وقلوباً كبيرة وأيادٍ نظيفة، وإرادات قوية هدفها النجاح والتطوير.
ولو عرفنا إن أهم أسباب جنون العظمة هو نسيان المصاب لنفسه عندما ينتقل من وضع إلى وضع آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ومن مناخٍ إلى مناخ لا تتحمل رئتاه هواءه، ولاعيناه شمسه، ولا قدماه أرضه، وباعتبار أن التغير المفاجئ كالموت المفاجئ الأول يذهب بالعقل والثاني بالحياة فإنَّ غيابَ اللباقة والأدب والاحترام للغير وانعدام التواضع أمرٌ متوقع من صغار النفوس الذين لاتزيدهم المناصب او المواقع إلا صغراً وضعفاً وهزالاً، ورحم الله من قال: احذروا صولة اللئيم إذا شبع والكريم إذا جاع.
نعم ثمَّة نماذج بشرية في الحياة ، تتفوق على الشياطين وان كانوا يحملون بجيوبهم ويضعون على مكاتبهم كتب الله ، بما تمارسه كل من فنون الدس والنميمة والنصب والاحتيال وطق الحنك ـ والكذب والرياء والادعاء لذاتها بما ليس فيها ولا تملكه او التكبر والتعجرف ولا يمكن أن يتحلى به البعض.
. تراه بربطات عنق وبدلات رسمية تقول له مشان الله اشلحني والبس مايتناسب بكرشك أو بنظارات / ريبان / من كل الألوان ولاب وتلفون ولكل بنطال وحذاء نظارة بس قبه القميص صدقوني مصديه وبنطلونه مدعلك تقول فابت ب..... وغالباً ما تتوهم هذه النماذج العظمة في ذاتها .....العظمة التي اكتسبتها من مجالسة المسؤولين حتى لو كانوا من عامة المسؤولين.... ومن تلك النماذج ما تدعي أيضاً ، أنها عالمة ببواطن الأمور وخفاياها ، وهي على علاقة وثيقة مع كل ذي جاه أو منصب أو موقع حتى لو كان بس سلم عليها او اختلس جمله من فمها او دعاها لالقاء محاضرة او ندوة ، ويشيع انه في الصباح يفطر مع مسؤول وعند الظهيرة يتناول الغداء مع آخر ، وأما العشاء فمع شخصية قيادية ذات مستوى عال وكل ذلك ، كي يعطي لذاته أهمية ، أو حضوراً في الحياة ، أو ليلفت الانتباه إليه وهو عالرف ، أو ليذكِّرَ الناس بوجوده – كونه مجهري لا يرى بالعين المجردة – أو ليتمكن من تحقيق مكاسب شخصية وامتيازات ذاتية ، من خلال الكذب على المواطنين المساكين ، الذين قد يصدقونه للوهلة الأولى أو يبهرون بحديثه او بكرسيه وإكسسواراته او ينخدعون بحديثه الذي هو فتات ممن يجمعهم حوله من اصحاب العلم والخبرة والمعرفه ليغطي بها سؤته ويمشي بضاعته ولكن........في الليل
وعندما يخلد هذا الانموذج إلى ذاته ، يبكي حتى بزوغ الشمس ، لأنه يعرف أكثر من غيره حقيقته ، فهو كالفيل اوأنه كالطبل ليس غير ، فهومثله تماما تصدر ضجيجا ولكنها خاوية ، أو بتعبير أدق / إمعَّة / كالإمعات تلك النماذج البشرية التي تتفوق على الشياطين بأفعالها وسلوكها وادعاءاتها ، سرعان ما تُكشف عندما تواجه بالحقيقة .. والحقيقة التي تعري المنافقين والمدعين وذوي النفوس المرائية ، وتسقط عنهم ورقة التوت التي يتســــــــــــترون بها ، ولكنها لا تسترهم صحيح انه اهبل لانه ماعاد ساذج بهالدنيا الصغيرة اللي قد خرم الابرة ولا حتى طيبين صار الصغير يلعب بالنت والفايبر والوايتسب وعاللاب ويسال عن الفايت والطالع وكل شئ مبين وواضح ......والشمس لايحجبها الغربال.