القدس أردنية أيضاً

ليت في الاردن مليون جمعية خيرية من اجل الدفاع عن القدس؛ لأن الامر من الواجبات المقدسة، ومن صميم مسؤولية كل المسلمين، ولولا الاحتلال الاسرائيلي، ومن بعده فك الارتباط الاداري مع الضفة الغربية، لكانت القدس التي هي الاقرب على الاطلاق الى عمان العاصمة الروحية للاردن، والحال يعني تسهيل أي عمل رسمي او شعبي من اجلها، واكثر من ذلك الحث عليه، وتشجيعه ودعمه بكافة الوسائل.
غير أن الذي يحصل هو العكس تماما، رغم وصاية الملك على المقدسات، وإلا كيف يمكن تفسير رفض وزارة التنمية الاجتماعية طلب تأسيس جمعية باسم الهيئة الشعبة لدعم القدس، تقدم به رئيس الوزراء الاسيق طاهر المصري الى جانب مؤسسين آخرين، إلا أن تكون الوزارة لا ترى واجب الاردن والاردنيين تجاه القدس، وتعتبرها فلسطينية وخارج منطقة الاختصاص.
ولو لم يكن المصري رئيسا اسبق للوزراء، ومن المصنفين كحكماء في الاردن، لحل الشك بوجود خطأ ما في تقديم الطلب او عدم جوازه، لكنه وبما لديه من علم وخبرة فيما يجوز او لا يجوز فإنه بيقين مستوف في طلب تأسيس الجمعية لكل الشروط، ليبقى السؤال معلقا حول سبب الرفض، وفيما اذا هو رفض قانوني او سياسي او من اعمال المنع والتغول على الناس المعروف عن الحكومات.
في المجمل، فإن القدس قضية كل المسلمين، وتحريرها فرض عين، والتخلي عنها تفريط وطني وديني، والاصل ان تبقى القدس عنوانا للقضية الفلسطينية برمتها، بعد التردي في حركة الكفاح الفلسطيني.
وبدل تشجيع اعمال التطبيع مع العدو الاسرائيلي، فإن الاولى النظر الى القدس كقضية اردنية ايضا، وليست فلسطينية فقط.