الشعب يريد

الشعب يريد" جملة يالها من جملة، كبيرة المعنى ، جميلة المقصد ،بدأت في الظلام وانتشرت في النهار ، تحدت المطر والريح ، الشمس والقمر... داوت جراح شعب ما أن تصيبه علة حد يجد الدواء ،شعب ثار من أجل الكرامة المهدورة من عشرات السنين ،لم يجد الرزق لأنه كان متواكل لكن محمد البو عزيزي جعله يتوكل .... انها السلاح الوحيد الذي لا يهزم "الشعب يريد" فبمختلف الأماكن وتعدد الاسباب فالجملة واحدة ، لا تنطفئ نورها ولا تنكشف اسرارها الا عندما يتمتع الشعب بالجرأة التي غابت عنه لسنوات طال فيها قهره وزاد فيها ظلم الحكام الطغاة... امعنوا النظر الى الأنظمة التي سقطت لم يكن يفكر زين العابدين او حتى حسني مبارك أن شعبهما سينطق كلاماً يساوي ثروتهما او اكثر لأن الثروة انتهت لكن الثورة انتصرت.. تحطمت عروشهم بقوتها ورزانتها بصوت واحد "الشعب يريد" ، زاد القهر والغبن والجوع فتعطشت الشعوب لتنقلب على الواقع المرير لتكسر وتحطم بلا رحمة حاجز الخوف الذي رافق آبأهم ليعلنوا للعالم أن الشعب العربي يعيش من أجل كرامته اولاً واخيراً فالكرامة تساوي الشعب العربي المنتفض على حكام الجيل المندثر حكام ذهبوا بلا شفقة الى مزبلة التاريخ العربي المشرق والمشرف. انها "الشعب يريد" جملة غيرت مالم تغيره القنابل والرشاشات ، الشعب العربي له تاريخ كبير مع الحرية فالعربي يعلم انه لا حرية بلا شهداء بلا دماء طاهرة تروي تراب الوطن الذي سيعيش حراً بلا طغاة. شهداء جرحى استقبلوا الرصاص الحيّ بصدورهم العارية لينزعوا اصحاب العروش الطويلة لكن اثبت الزمن انها ليست دائمة ... الإرادة حققت انجاز سيكتب بدماء الشهداء الذين وصلوا الرحمن فلن يخيبوا ابداً. الأسد والقذافي وصالح وغيرهم الذين يعضون بكراسيهم ذاهبون بلا رجعة مهما طال الوقت ومهما زاد ضربهم للشعب فالشعب تعلم من اخطاءه وعرف بأن "الشعب يريد" هي مصدر الأمان وهي التي تمنح ابنائهم حياة سعيدة تستحق أن يعيشوها . انتهت حقبة مريرة من الزمن العصيب على شعب تونس ومصر فمهما كان سوء الرئيس القادم فلن يكون اسوء من مبارك وبن علي لم أكن اعرف أن الشعب العربي قادر على أن ينتفض على نفسه وعلى حكام رافقونا منذ ولادتنا ولم نرى غيرهم لكن اليوم بكل تأكيد سنرى غيرهم من عامة الشعب فلطالما انتظر الشعب شعلة لتضعه على الطريق الصواب . الشعب العربي لا يستسلم ابداً فهل نسي الحكام اننا احفاد عمر المختار؟! انا واثق انهم لا يعرفوا من هو عمر المختار ، لو كانت الأنظمة قامت بإصلاحات لما وصلت الى هذا الحد فمن القادم؟! ومن الذي سيخرج ليقول "انا فهمتكم". "الشعب يريد" يجب أن تدرس في جميع المدارس والجامعات لانها الجملة الوحيدة التي قلبت احوال امة كانت خامدة متخاذلة لكن استفاقت على صوت اهتزاز عروش .