الباشا عاطف السعودي.. ثورة بيضاء

بلا جدال، فان مدير الامن العام عاطف السعودي يقود ثورة في مؤسسة الامن العام وحركة اصلاح واسعة، تتمثل بـ»المعنى العلمي « نقل الامن العام الى حالة «مؤسساتية منضبطة ومدعمة بتشريعات صارمة كحد السيف بعدالتها على ابناء الجهاز كما هي حال امتداد تطبيقها على المجتمع والمواطنين، ولربما أن هذه المسألة بحكم ما نرى ونطالع تشغل بال « الباشا السعودي» كثيرا. 
فقد انتهى في عهد ادارة الباشا السعودي الحديث عن مظاهر «الخشونة الامنية «، ولم نعد نسمع عن اعتداء لرجال امن على مواطنين، ولم نعد نسمع عن قضية جنائية متعطل التحقيق بها، أو حادثة جرمية اختفى الجاني « مرتكبها»، او توارى عن الانظار، ولم نسمع عن منطقة ما عصية على اجهزة السلطة، ولم نسمع عن الاوكار السوداء للمخدرات، وتلك الصور القاتمة في المخيلة العامة حول مؤسسة الامن العام اختفت بلا عودة. 
وفي فحوى ما نلامس من مسارات لثورة اصلاحية في عمق الادوار الوظيفية الامنية والاجتماعية لجهاز الامن العام، على مستوى استعادة الثقة الشعبية بالجهاز، والشعور العام لدى المواطنين بالعدل والمساواة بعلاقتهم ومجموع مصالحهم التي تربطهم بجهاز الامن، وفي تقليب كل تلك الصور في المخيلة العامة، فهذا يمكن اعتباره مؤشرا على نجاح سياسات مدير الامن العام. موديلات عديدة قديمة قد انتهت، واقنعة متكدسة بطبقات حول الجريمة والعصابة والمخدرات والاختلال الامني العام قد انتزعت بلا هوادة، بانتقال محوري في عقلية ادارة المؤسسة، وبالمعنى الحقيقي لترسيخ سيادة القانون وعدالة تطبيقه دون تمييز أو استثناء : اجتماعي وطبقي،وهي خطوة ترتبط بارادة وقدرة على التخلص من قوى تمانع تطبيق القانون خوفا على نفوذ ومصالح. 
الامن العام مؤسسة منتجة للنخب الرائدة أردنيا واقليميا في العمل الامني والامني -الاجتماعي، والامني - الجنائي. واكثر ما هو لافت أن الباشا السعودي يعمل بصمت بالغ «الحكمة والرشد»، وانه ارسى شكلا لادارة تعاضدية وتشاركية بعيدا عن موديلات «الرجل الواحد «، وهذا ما يبدو في تعاطي إدارة المؤسسة أمام الرأي العام مع الملفات والقضايا الامنية. ما تبشر به اصلاحات الباشا السعودي اشبه بالسحر، واكثر ما يهمنا كمواطنين أولا وصحفيين ثانيا، هو ملامسة الحكمة والعدل والمساواة بسياسات الامن العام، والتوازن والرشد في التعامل مع حاجات المواطنين الامنية والامنية -الاجتماعية، وأنه ما زال لدينا مساحة لعقول «حرة وعدالة « نمر بها من أنفاق سوداء قاتمة.

فارس الحباشنة