دروس ذهبية من ميدالية “أبو غوش”

ليس هناك من أردني لم يفرح بميدالية ذهبية في الاولمبياد، مع أنّ مواكب السيارات لم تخرج في شوارع عمّان كما تفعل عادة مع مدريد وبرشلونة، فليس هناك من كان يتوقّع الوصول إلى الذهب، لا عند المسؤولين ولا عند الإعلام، ولا غيره.
الذهبية الأردنية جاءت مباغتة لنا كأردنيين، وللمتابعين والخبراء في الخارج، ودليلنا أنّ خبراً محلياً واحداً لم يتوقّع الأمر، أو حتى يأمل به، والكارثة الحقيقية أنّ القناة الرياضية الأردنية كانت تنقل المباشر، والمذيع العربي، غير الاردني، لا يعرف اسمه، وظلّ يسمّيه بالترجمة الانجليزية "أبو غاويش”، وحين حصل على الفوز صار يسمّيه "النشمي” اختصاراً للجهل.
على الجانب الآخر، وبعد الفوز، وحين تنقّل أحمد أبو غوش، وهو يحمل ميداليته بين الجمهور الأردني القليل، كنّا نُتابع الإداريين والإعلاميين الأردنيين يحاولون الحصول على صور "سيلفي” معه، وكأنّ واجبهم ليس التغطية، بل "الجمهرة والتشجيع” بأثر رجعي!
وبالتأكيد، فأحمد أبو غوش ليس نبتة صحراوية، ورياضة التايكواندو مؤصلة في الأردن، ولو كانت مسجّلة في الاولمبياد قبل سنوات، لكان لنا غير ميدالية، فالاهتمام بها كان كبيراً، ولكنّ الأنظار ظلّت تحوم حول الرياضات التي ثبت أنّه لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وللأسف فقد ظلّت تفرقنا ولا تجعنا أبداً، وكرة القدم أهمّ دليل.
ما نقوله، بسرعة، إنّ ميدالية "أبو غوش” أفرحتنا إلى آخر درجة، ولكنّها في الوقت نفسه فضحتنا على الآخر، ولعلّها رسالة تصل إلى المعنيين بالشباب والرياضة والبلد، وغيره أيضاً، ولا يبقى سوى أنّنا فرحون بك يا أحمد أبو غوش فقد أدخلتنا إلى التاريخ من باب خلفي جميل.