دربكة مخزوقة

أيًّا كان الذين سيخرجون علينا نوابا فإن الامر نفسه من قبل ومن بعد، فمن الذي يمكنه ان يغير ما في نفسه خلال شهر فقط ، وعليه لا امل بأحسن مما كان، والمصيبة بالاسوأ وهو يطل طالما ان اجراء الانتخابات من اجل الانتخابات بدلالة أن تسعين نائبا سابقا يخوضونها، فما الذي يمكن اضافته منهم ان عادوا او حل مكانهم مثلهم.
اما وجود قوائم منظمة وعلى سوية سياسية واخلاقية تبرعت بنفسها فلا يعني ان هناك من يصدق فعلا بإحداث اختراق يقلب الطاولة والمعادلة وانما استمرار السمفونية ونفس العازفين بمن فيهم قارع الطبل رغم انه وطبله فارغان. وهنا تماما يكمن السحر حيث تجوز الفتوى التي معناها قبل الكلب على فمه مؤقتا وقصة الكف والمخرز ايضا.
والمصائب تأتي دوما من حيث لا تحتسب او لا تشتهي، وها هو منصور مراد يقدمها على طبق من سفير ليعلن بهجت سليمان انه استعد لبيع بلد والتبرير ان ذلك لمصلحة الوطن. اما الاكيد ان مراد لا يهم سليمان مثقال ذرة وان المقصود ضرب الاخوان الذين ضموه لقائمة لهم، وهنا الاختلاط، فعندما يعمل بهجت ضد الاخوان فمن يخدم هنا تماما، وكأنه ينقصهم تنغيص اكثر مما هم عليه كونهم اخوانا وحسب، وهذه هي قصة عدو عدوي صديقي.
لو تعاد لعبة عجائب الدنيا لأضيفت الانتخابات الى جانب البترا فوزا على مستوى العالم، ولو ان هناك اولمبياد انتخابي لأضفنا ذهبية ثانية الى جانب ابو غوش التايكواندو، وهنا المركز الاول في استقبال اللاجئين منذ عام 1948، وقبل ذلك ايضا من انغوش وشيشانيا وارمينيا وبقايا حملة محمد علي باشا الكبير والحجاج الذين تقطعت بهم السبل، وهنا فقط ذهبية توارث المناصب بدءا من رئيس وزراء وانت نازل ودع جانبا، ودعك ايضا من قصة هزيمة منتخب النشامى امام قطر امس. رواية عرس بغل مهمة، والاكثر اهمية ان يكون العرس القادم على مستوى الالتزام بعدم اطلاق الاعيرة النارية فقط، وهذا بحد ذاته يعد انجازا بدل استحضار بغال للحراثة.