ماهية حقيقة الاصلاح ..وطرق تحقيقه

 

قال تعالى " لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس" ". وقال تعالى " ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب .

فالإصلاح كلمة محببة إلى القلوب والعقول ويتطلع إليها كل من يحب التطوير والرقي والتقدم وهي دعوة حقيقية لكل الناس إلى تحقيقها والعيش في ظلالها وخلق الإرادة والتصميم والعمل الجاد والمستمر لولوج الإصلاح لكل بيت ومؤسسة وحزب وليكون مصدر إصلاح للأفراد والمؤسسات بشكل عام .

وهنا لابد من طرح استفسار عام مضمونه  ماهية حقيقة الإصلاح ؟؟ وماهي طرق تحقيقه واستخداماته ؟؟ ومن الذي يقوم بالإصلاح ؟؟؟

لقد أكد القران الكريم على ان الصالح ماكان متوافقا ومسايرا مع فطرة البشر ومنسجما مع الوجدان والضمير والعقل .. وعكس ذلك فان الفاسد هو عكس ماتقوله الآية الكريمة " فطرة الله التي فطر الناس عليها " فكل ماهو مخالف لهذه الفطرة يعتبر انحراف وفساد ومن هنا فان القران الكريم يركز على الإصلاح بجميع ابعادة وطرقه وبنوده بحيث يعتبر القران الكريم الكتاب الوحيد الذي يتحدث عن الإصلاح باعتباره كتاب هداية وإصلاح .

وعلى صعيد الإصلاح الفردي تحدث القران الكريم بكل التفصيلات باعتبار هدف الرسالات السماوية إصلاح الإنسان وتربيته حيث جاء في القران الكريم " ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر ورزقناه من الطيبات وفضلناه على كثير ممن خلقنا تفضيلا"  فليس غريبا ان يبدأ الإصلاح بخصوص الإنسان كفرد وهذه ميزة الرسالات الإلهية عن بقية المناهج البشرية.

ومن اجل الإنسان  أطلق الخالق عز وجل له العنان ان يفعل ما يشاء في الأرض لرفاهيته وسعادته ولكن حذره من ان يستغل هذه الإمكانيات في الفساد أو الإفساد "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وأدعوه خوفا وطمعا ان رحمت الله قريب من المحسنين".

 والإصلاح الفردي وفق النظرة القرآنية لا يمكن ان يتحقق إلا إذا جاهد الفرد على القيام بامور تتمثل في تصحيح المعتقدات الفكرية، التي عادة ما يقتبسها الأفراد من مجتمعاتهم من دون التدبر والتأمل في صحتها أو سقمها، وإذا سئل ما هذه الأفكار "قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون" ولكي يتم الإصلاح لابد من مراجعة هذه الأفكار من أي مصدر أقتبسها، هل من مصدر سماوي حتى يسير على وفقها أم من مصدر بشري جائز الخطأ والاشتباه وإزالة الترسبات النفسية، والأخلاقيات الدنيئة من الأحقاد والضغائن والحسد والكبر والحرص وإعطاء حقوق الآخرين وإصلاح أخطائهم.

 

لذلك فان الإصلاح يرتكز على أمرين أساسيين الأول يقوم على وجود قوانين ودساتير دقيقة وصائبة وشاملة لجميع نواحي الحياة البشرية بحيث يلبي جميع حاجات الإنسان الفردية والاجتماعية والروحية والمادية والثاني وجود شخصيات لها القدرة على تطبيق الدساتير بحذافيرها من دون المساومة عليها أو الرضوخ للعلاقات الشخصية ا و الرضوخ لولاة الأمر والخروج عن القوانين والأنظمة وبالتالي يطغى الفساد على كافة الأعمال الايجابية وتصبح سلبية  

 وبهذين الأمرين يتم الإصلاح في المجتمع وفق رؤى نيرة بعيدة عن المحاباة وعن المصالح الشخصية أو التي تكون تحت تأثيرات سلطوية داخلية أو خارجية ومن دونهما فكل إصلاح يراد تحقيقه في المجتمع فهو إصلاح ناقص أبتر إن لم يكن في بعض الحالات يفسد أكثر مما يصلح، فالإصلاحات الاجتماعية التي تنادي بها بعض المؤسسات أو الأحزاب السياسية ما هي إلا إصلاحات جزئية تشمل جانبا معينا من جوانب المجتمع على أحسن حالاتها .

لذلك فان الإصلاح المنشود يجب ان يرتكز عل أسس محددة أولها الشمولية وعدم الانتقائية الرامية إلى مصالح فئوية وشخصية وأهمية ان يكون الإصلاح قابل للتنفيذ دون عقبات وبإرادة جماعية وتوافق مجتمعي يلبي حاجة الأكثرية الشعبية الاردنية .

واخيرا الاصلاح لايتم من خلال بعض اعضاء اللجان المشكلة فقط للاساءة لشعب كامل من خلال اللقاءات التي لم تسمن ولم تثمر عن شيء و للاسف تنطح بعض اعضائها للمواطنين وكأنهم اساتذة مدارس ابتدائية يدعون الفهم والتفكير وبقية الشعب لاشيء .