موسم الكنافة والمناسف

ساعة الانتخابات بدأت الدق وبالكاد يمكن سماع صوتها ولولا بضع لوحات اعلانية هنا وهناك لربما ما علم احد انها بدأت وكأن حالها بوضع صامت، وهي ستتحول لاحقا الى هزاز لكثرة الرقص عندما تبدأ الزفة فعلا. والاصل ان يمثل الحكماء الشعب، ويقال ان عدد المرشحين للانتخابات والعازفين عنها لأسبابهم بالآلاف ولنا ان نتخيل كم حكيما لدى الشعب علما ان اسعار الحمص والفول والفلافل على ما هي عليه رغم قرار التخفيض.
وتتحدث الدراسات والابحاث عن فرصة فوز مرشح واحد من كل قائمة، فأي حكيم ذاك الذي سيشرح للشعب معنى القائمة وكيف هي مقدمة للحكومات البرلمانية كما قيل عند اقرار القانون وفيما اذا صدقت رؤية الروابدة لما وصفه باللقيط.
والحق يقال ان الحكومة ستتعب اكثر من المرشحين، وهي تعمل لإنجاح الانتخابات شكلا، وسيكون التعب اكثر عند الذين يعدون للمضمون رغم انه مضمون سلفا بالضرورة.
اما اكثر ما يثير العجب او ربما السخط او كلاهما ما صُرح به أن مجرد اجراء الانتخابات انما يعد ميزة لتأكيد استقرار البلد وانه مختلف عن دول الجوار، او القول ان البلد تتقدم ديمقراطيا رغم علم الجميع ان باب الحرية الحمراء مغلق منذ امد لندرة الايادي المدرجة للدق عليه. وفي واقع الامر ان اجمل ما في الانتخابات ان يوم اجرائها سيكون عطلة رسمية.
في زمن مضى كانت النيابة من الاعمال السياسية والتشريعية، ولا يجرؤ على التقدم اليها من ليس له علاقة بذلك، واليوم كما يقال «خليطة بليطة»، وقد بات بإمكان مقاول تعبيد شوارع ان يمثل الشعب حتى وإن كان اميا او لصاحب شركة باصات او مكاتب سياحية اوشركات طيران وغيرها مما تدر مالا وكأن رسو العطاءات من الاعمال البرلمانية ايضا.
وفي ذات الزمن كان الخوف من فساد الحكومات والخشية من اصحاب النفوذ وقد اتسعت الدائرة لتضم اصحاب المال فأي حكيم يمكنه تفسير مثل هكذا تحالف.
وحتى لا يقال بالدعوة للمقاطعة او التحريض عليها، فإن الدعوة واجبة للمشاركة على اوسع نطاق لأنه كما تكونوا يولى عليكم، ولنثبت ذلك فعلا من جديد.