أبتهال الأمل ... ومخاوف الواقع

أبتهال الأمل ... ومخاوف الواقع الاردن دولة خليجية ربما أكون من أوائل من كتب عن أهمية دخول الاردن ودول أخرى الى مجلس التعاون الخليجي وحتى الى درع الجزيرة من باب المصلحة الاستراتيجية المشتركة نتيجة غياب أي دور للجامعة العربية، للوصول لدور عربي فاعل ومؤثر في الترتيبات الجارية للمنطقة وتكون ذات تأثير على القرارات عالميا، وتمهيدا للتوسع للوصول الى الحلف العربي المنشود والسوق العربية المشتركة. أما من منظور خليجي مرحلي، فيجب ان تكون النوايا تهدف لتخطي العواصف التي تحدق بمنطقة الشرق الاوسط وخاصة في العالم العربي، وأن هناك قوى دولية وأقليمية تقوم برسم مستقبل المنطقة مستثنية أي دور عربي في تغيير خريطتها وتقاسم قيادتة المنطقة، وذهبت الى التدخل بالشؤون الداخلية في الكثير من الدول الشقيقة، وللتخفيف من أثار الخلل في التركيبة السكانية في دول الخليج العربي وتوفير القوة البشرية الرادعة، واغلاق الساحة امام ايران وغيرها من الدول، التدخل في دول المنطقة ومحاولة زعزة الاستقرار والامن الاجتماعي فيها، كما حصل من محاولات يائسة في البحرين والكويت والسعودية، للوصول الى قوة سياسية وعسكرية تتعامل معها الاقوى الاخرى بالندية والاحترام وحسن الجوار، للتوافق مع هذه الدول على دعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. أما من مفهوم المكاسب الاقتصادية والآنية، فأنني أجد ان انضمام الاردن لمنظومة مجلس التعاون الخليجي بما تمثله من ثقل اقتصادي، سيكون له تأثيرات متباينة على الاقتصاد الاردني غير محسوبة النتائج، ولم يتم تقديرها، ونعرف أن العلاقات الاقتصادية أصلاً متشابكة وموجودة بحكم تركيبة الاقتصاد الاردني واعتماده على الخليج سواء من ناحية التدفقات المالية للاستثمار او من تحويلات المقتربين، وكذلك امتداد عوامل القربى التاريخية والانسجام الاجتماعي وتشابة أنظمة الحكم وهو ليس بجديد . من الصعب القول انه سيكون هناك انسياب للعمالة الاردنية، وفتح الاسواق وان هذا مكسبا كاملا للاردن، وهناك الكثير من الاعتبارات التى لم يتم دراستها ولا نعرف ما هي تأثيراتة على واقع تجارتنا وصناعاتنا حيث كُلف الانتاج في صناعاتنا أعلى منها في الخليج ولن تكون منافسة حتى في الاردن بعد زوال الرسوم الجمركية، وهي بالطبع لها آثار متباينة لن تظهر الا مع مرور الوقت، ناهيك عن الفارق الكبير في دخل الفرد وأثارة على المستوى المعيشي في الاردن ، كما حصل أبان نزوح أخواننا العراقيين وما طرأ من ارتفاع أسعار العقارات وتضخم بالاسعار . ويتوجب على صناع القرار اليوم الترحيب بالقرار، مع أهمية دراسة تأثيرات الانضمام على واقع العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والامنية وتوضيح انعكاساتها، وماذا سيقدم المجلس للأردن من خلال المنظور الاردني، هل سيدخل بعضوية كاملة أو جزئية ، وكيف ستعوض الاردن عن اتفاقياتها والتزاماتها الحالية، كاتفاق التجارة مع الولايات المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وغيرها . وليس خقي على أحد ان العوامل السياسية وعلى رأسها الثورات الربيع العربي، والتدخلات الاقليمية، هي التي عجلت فى توقيت الانضمام، لذا لا بد ان يتوضح وبصورة عاجلة وضع خطة دعم خليجية للاردن أسوة بما تم الالتزام به للبحرين وسلطنة عُمان وكيفية التعويض عن الاثار الاقتصادية السلبية التي سبق ذكرها، كذلك شرح كل الاثار الايجابية والمتوقعة للمواطنيين في دول مجلس التعاون والاردن لأستيعاب الفكرة والتعاون معها. يجب على الدولة المكاشفة والصراحة ووضوح الرؤيا وسماع كافة الاقتراحات حول طريقة الدخول في المسار الخليجي، حتى لا يتلقى المواطن الاردني صدمات جديدة بعد صدمتة من ربيع توقيع وادي عربة، حيث وُعد الشعب بمساعدات ومنح ضخمة ... فأين ذهبت ؟؟؟ ، تلقفها حفنة الفاسدين وتبخرت آمال المساكين، وأما عن الحلم الجديد، التخلص من كل المشاكل الاقتصادية وهجر عشرات السنين من الفقر والعوز وعن مكاسب اقتصادية غير محدودة...، لنهلل ونقول (( مافيش دِين تاني ... ما فيش ضرائب جديدة تاني ... مافيش فقر تاني ... مافيش بطالة تاني )) لنحلم أن كل هذا سيحققه الاردن بعد هذا الانظمام . المهندس سليمان عبيدات Email : sof.60@hotmail.com