العشيرة خط اخمر


زياد البطاينه


بالرغم من كل المحاولات التي بذلت من قبل البعض لتذويبها او الغائها او تهميشها ظلت العشيرة هي اللبنة الاساس في التركيبة السياسية والاجتماعية لبلادنا فلاصوت فوق صوتها ولاقوة فوق قوتها ولامؤسسة ارسخ جذورها منها

فهي الاساس والمرجع وجزء عضويا هاما من تركيبتنا النفسية والمهنية والتراثية ومن العبث السعي لتفكيكها العشيرة التي تحافظ على القيم وتعظمها تعلم ابنائها رفض قبول الدنية والذل والخنوع وكيف الحفاظ على الجار والارض والعرض والتمسك بالدين ومابه من سماحة وخلق وكرم العشيرة حواضن الثورات وبيوت الثوار ومصانع الرجولة من مضاربها خرج الثوار وبها احتموا العشيرة التي زرعت في نفوس ابنائها المحبة والتسامح والعدالة والمساواة والتكافل والتضامن رفضت الزلة وحافظت على مكارم الاخلاق

واليوم ارى ان البعض يتصور بان العشيرة من مخلفات الماضي ولا ادري هل تجاوز البعض اقول البعض الخطوط الحمراء بعد ان لم يجد من يقوده وبعد ان لم يعد يثق بما افرزه الزمن وذاب بالمصلحة الخا صة فبات البعض يرى ان من يمثله ليس اهلا للثقة وقادرا على حمل المسؤولية وخدمة العشيرة وتمثيلها خير تمثيل حتى اغلقت ابوابهم وانطفات سرجهم وغادرت حتى الكلاب والقطط ابوابهم فلم يعد البعض ينتدبهم لاصغر المهمات ولم يعد البعض يلجا اليهم بالملمات وبدا البحث عن اصحاب الالقاب ( دولته او سعادته او عطوفته ) فلم يتركوا لشيوخهم دورا ولامطرحا.... حتى غدى البعض يجلس مع النظارة و يصفق مع المصفقين وكان العشيرة فرغت من رجالاتها


ان العشيرة هي اللبنة الاساسية في التركيبة السياسية والاجتماعية في بلدنا بالرغم من كل الجهود التي بذلت لتذويبها والغاء دورها ومازلنا نتقاطر اليها مع كل هبة ريح فهي كانت وستظل جزء عضويا من تركيبتنا النفسية والذهنية والتراثية ومن العبث السعي لتفكيك هذه اللبنة الاساسية في البناء السياسي والاجتماعي

فابناء العشائر كانت ومازالت تنحني لشيوخهامرجع الحكومات وسند العرش والامل والرجاءوباب المظلوم والمكلوم وبيت المستغيث والملهوف....... فلماذا اغلق الكثير من الدواوين والمضافات ولم يعد الشيخ اليوم في بعض اقول البعض من عشائرنا يجمع الا على فرح او ترح كما لم نعد نرى الظرف والزمن يفرزان زعامات قادرة على تسييس الوضع وقيادة العشيرة او تمثيلها التمثيل المطلوب وكل يبحث عن ليلاه حتى نفرالبعض من ابناء العشيرة وتمرد وانكر.... حتى بتنا نخاف ونرتعد من مستقبل لانرجوه..... اصبحنا نرى الكثير من ابناء العشائر جذبتهم المصالح والمكاسب فتناست اصولها وشيوخها وانجرت تطلب من يمثلها والقيام بدور شيخها حتى ماعاد للعشيرة هيبتها ودورها لابالسياسة ولابالاجتماع ولاحتى الثقافة........ فانقطع عود الرباب وخرس الشعر ولم يبقى الا الاسم و التباهي او التباكي على ماض ذهب بلا عوده
ومع هذاااقول ان لنا ان نعيد ترتيب البيت وان نعود لواقعنا وحقيقتنا وان نعيد للعشيرة وشيخها دوره المسلوب وان نكون المرجع والسند والعون مااحوج البعض الى العباءة مهما تشكلت وتنوع لونها العباءة التي كانت بالامس عنواننا وهويتنا ومصدر قوتنا ومرجعنا كنا نستانس بها ونهتدي بنورها و نتدفا بها ونتغطى بها تقينا شر البرد وحر الشمس عباءة

ترشدنا للطريق..... تسبقنا الى كل ماهو خير تتسع للجميع ....عباءة هي بمثابه صدر ام حنون عباءة خيوطها من نسيجنا تشعر بشعورنا وتحس الامنا واحلامنا وطموحنا بحاجة لمن يحمي الماضي والحاضر والمستقبل ويعظم الانجاز ويسير الدرب الذي سلكه الخلف واوصى بخير سلف بحاجة لمن يقدم العام على الخاص وينكر الذات ويكرم الضيف ويعين الضعيف ويداوي الجراح قلبه يتسع الجميع بامالهم وافراحهم واحزانهم يحمل هم الجميع وهو سعيد يفرح لفرح اهله ويغضب لغضبهم ويمسح الدمع ويتجاوز الاساءة.... بحاجة لمن يقودالعشيرة العشيرة التي اجل واحترم العشيرة التي اؤمن انها كل مابحياتي وحياه من يعرف قيمتها واهميتها ودورها
.........العشيرة التي كانت الاساس والمرجع للسياسات بمجملها نعم ....وفي هذه المرحلة ونحن نرى ان البعض يبحث عن كبير وكما قالوا من لم يحج كبير يشتري كبير لزمن قصير ولحاجة ورغبة ......ولكن ثوب العيرة لايدفا......

كانوا شيوخنا بالامس يعقدون شارة الحرب ويقاضون ويقضون.... كان صيتهم يملا الدنيا وحسهم تعيش عليه العشيرة..... حتى افرزت الساحة فرسانا من ورق تسيدوا الساحة واعتلوا قمتها وحاول طمس الاسم حتى وكل منهم يرى بنفسه انه الاصلح والاقدر والاكفا وانه لابد من ان يتسيد الموقف
ويجمع عدد من ابناء العشائرذات الماضي والحاضر والمستقبل باسم السياسة وباستثمار المناصب والكراسي والمال وغابت المرجعيات وتغلبت الحسابات الشخصية على مصالح الوطن.... واصبحوا يهتفون باسم الوطن ونحن في قرارة انفسنا نعلم ان الوطن عندهم بالصف الثاني..... واصبحوا المنظرين والمنبريين والزعماء الذين تتردد اسماؤهم على كل لسان .....واصبحوا يقودون فرسان العشائر بكل بساطة وسيطرت السلبية على العقول وعلى الاداء واصبحت المواقف السلبية طاغية تعشش بين ظهرانينا وتمس شخصيتنا الوطنية وثوابتها ومسيرتنا ومستقبلنا......
واصبحت العشيرة التي كانت بالامس يحسب لها الف حساب مشتته لاتجد من يقودها ولامن يمثلها ولم تعد قادرة حتى على اختيار من يمثلها وغدى الاعتماد عليها نادرا ولاندري هل هي المصالح الذاتية التي طغت على مصلحة العشيرة كانت سببا ام انها المرحلة ومتطلباتها ومعطياتها ومستحقاتها حتى لم يعد للعشيرة دور على الصعيد الاجتماعي والرسمي واليوم نبكي زمنها ونحن نرى ان التفسخ امتد الى جذور العشائر فلم تعد ترى من يحمل الراية فاصحنا نشهد حالة من التمزق الاجتماعي وانهيار منظومة القيم
pressziad@yahoo.com