قمة وهمية

من المرتقب أن تدعو الجامعة العربية لاجتماع طارئ في ظل الظروف الاستثنائية، ومن المتوقع أن تكون في بغداد بعد تنفيذ الولايات المتحدة الامريكية وعودها بالانسحاب من العراق قريبا.
القمة ستناقش في بداية الأمر التطورات التي طرأت على الساحة، وستدعو مصر على اعتبار أنها الدولة التي تعرضت للتغيير الأبرز مع رحيل حسني مبارك إلى مراجعة كافة الاتفاقيات مع «إسرائيل».
سيجد الزعماء العرب في قمتهم هذه فرصة تاريخية لمناقشة مطالبات شعوبهم كانت سياسية أو اقتصادية، فيجد الرؤساء تنفسا من ضغوط حالية في حلة فريدة من نوعها إذ تتقارب الأفكار ويخرج الممثلون بالقمة بتوصية وحيدة مفادها وحدة عربية حقيقية وتعاضد سياسي وتكامل اقتصادي، يتبعه طلب واحد بانسحاب «إسرائيل» من الاراضي العربية.
الأردن سيؤيد الفكرة بحماس ويعلن من القمة بأن اتفاقية وادي عربة باطلة بعد المماطلة السافرة من قبل «إسرائيل» التي ضربت بعرض الحائط الاتفاقيات كافة، ومارست الارهاب ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، فتتحول تظاهرات واعتصامات الإصلاح تجاه «إسرائيل».
من القمة ذاتها ستعلن سوريا بأن على «إسرائيل» الانسحاب فورا من الجولان ورغبتها الحاسمة في استعادة أراضيها، وإلا فإن الحدود ستعتبر مفتوحة ردا على إعلان «إسرائيل» مجدل شمس بأنها منطقة مغلقة.
حشود الشعوب العربية ستتوافد باتجاه الحدود في لبنان مارون الراس وسوريا عند الجولان، الأردن بمحاذاة الكرامة، ومصر عبر رفح. في الداخل ستثبت حركتا حماس وفتح بأن المصالحة حقيقية وآثارها مترجمة على أرض الواقع كانتفاضة ثالثة تضم الآلاف.
ملايين من الشعوب تجتمع في ميادينها العامة وتهتف بالقمة وتؤيد أعمالها، يرد الزعماء بأن القرارات لن تكون حبرا على ورق وستتحول لإجراءات عملية، بعد أن تتعهد لشعوبها بالتحرر الكامل من قيود الأمن والمشاركة المفتوحة في الحياة السياسية.
شعوب المنطقة تكسب التأييد الدولي بعد إرباك تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية تجاه التحولات في المنطقة ومخاوف أوروبية من فقدان مصالحها.
«إسرائيل» ترتبك لدرجة أنها تدعو القمة لإعطائها فرصة، لكن لا ردود إيجابية الانسحاب أو فتح الحدود، تلجأ «إسرائيل» لورقتها الأخيرة فتنفذ اقتحاما لغزة التي تجد العون في الضفة، غذى انتفاضة شاملة تعم الأراضي الفلسطينية.
في المقابل انتفاضات عربية مؤيدة، هل ندخل الحرب يسأل الزعماء في نقاشاتهم السرية، يأتي الجواب بأن القمة ليست إلا وهمية، وما حدث بالفعل ليس إلا إحياء ليوم النكبة.