جاهة خير ومحبة


والعمر ايام معدودات ايضا لكنها تختلف بما تحفل به وهي تمر طويلة لكنها تبقى قصيرة مهما طالت واي كان الذي تحدثه، وامس كان يوما بطول سنين وليس اصعب على المرء ان يقدم جزءا من قلبه، وما في روحه بلحظة لا يمكن تجاهلها والقدر سيد والنصيب يحضر من تلقاء نفسه دون موعد مسبق. وليس الوعد الا محطة صدق ان كان بقيمة صفاء النفس، والامانات عند الناس بحفظ وصون إن هم بشر من اهل خير، والكريم كريم النفس ايضا ولطالما كانت المحبة هي الاساس لتكون الاشياء برمتها سوية وبقدر الاخلاق، ومن تربى عزيزا يستمر بعز اكبر، ولا يموت به ضمير ووجدان بسعة الكون.
والقلب لا يغادره أحد وإن خرج منه عنوة، وليس الفراق إلا حضورا مستمرا، والطيف نفس النفس طالما الصورة كما الحقيقة، وإن هي في الواقع انما تخص ما في العقل ليستمر بما هو عليه من تصالح مع الواقع.
والغياب لا يطول حتى وإن كان أبديا، وعودة الروح ليس كحال استعادة الوعي، وفي الحالتين الامر لراحة النفس ورضاها لا يكون إلا بعودة حتمية ذات يوم موعده في كتاب.
وكم من حي ميت، وكم ميت حي حاضر لا يغيب، والدنيا للحزن اكثر، وكل الفرح لا يكفي ولا يعوض دمعة حزن، والسعادة حال متقلب، والحكيم من تأنى، واللئيم من تنتابه نوبات الغضب ليزيد على الحقد أحقادا، والتسامح خير على خير، والعفو مقبول من ضعف وقوة.
والنعمة تدوم وهي انواع، والاصدقاء منها، وهم لما يكونون من حولك معك والى جانبك فإنهم اعز النعم، وامس تجمعوا وكانوا السند، ويختلف حال السيف لما يكون فردا، وإن هي تجمعت بشرا اظهرت معاني النخوة، واكثرت المحبة، وتعيد الماضي حاضرا، والذكريات قصص تحضر جميلة وان كبرنا او مهما هرمنا.
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وكله بما فيه من قدر موهوب من القلب لكل الذين كانوا معي، وسنة الحياة شرع الله، وعلى بركته تمت خطبة المهندسة، والتوفيق حليفها ان شاء الله.