قلاية في «الفحيص»

 

ذهبت و «محمود الخطيب» إلى «الفحيص» لنبارك لرئيس وأعضاء نادي شباب الفحيص فوزهم بالانتخابات التي جرت منذ أيام.

 

اتصلنا مسبقا بـ «الرئيس» عيسى السلمان وقلنا له: «إحنا جايين، جهّز الأرجيلة». فقال: «ابشروا». وإحنا ما صدقنا.

 

بالنسبة لي فإن زيارة مكان جميل مثل «الفحيص» يعني الكثير. صحيح أننا اعتدنا ان نذهب في الصيف، في موسم مهرجان الفحيص، لكن زيارة قبل ذلك تعني أننا «دخلنا في الموضوع مبكرا»، وقد كان.

 

التقينا في النادي. كان ثمة أولاد وأطفال يلعبون الكرة. ولم أميز أي فريق من الآخر. فقد كانوا يرتدون قمصانا تمثل الكرة الأردنية والعربية والعالمية. واحد لا بس «تي شيرت فريق الفيصلي» وواحد لا بس «تي شيرت» برشلونة وواحد لابس «تي شيرت رونالدو/ ريال مدريد» وهكذا.

 

لم نهتم. فنحن لم نذهب لاكتشاف مواهب في كرة القدم، بل كان الهدف «النميمة» على «أرجيلة/عمل».

 

جاء «عيسى» و»أيمن سماوي» بكرشه الضخم وعندما عانقته ما لامست إلا مقدمة كرشه وبصعوبة وصلتُ الى رقبته. وانتظرنا «ياسر عكروش» الذي كان في «اجتماع « ما. وعلى الفور دخلنا في الموضوع «جاء النادل وقدم لنا «أرجيلتين بمعسل فاخر» ومعهما شاي بالكبّاية.

 

بدأ الحديث عن المهرجان الذي يستعدون له وتداولنا ـ كأصدقاء ـ برنامج هذه السنة الفني واقترحنا أسماء شعراء ونقاد وتركنا القرار لأصحاب القرار.

 

بعد أول «كبّاية» شاي دخلنا في «السياسة» وتعرضتُ ـ باعتباري خبير او خبيث سياسي ـ لأسئلة حول مستقبل القذافي وصالح/اليمن. وبعدها قلتلهم: يا جماعة وحدوا الله، فكونا من السياسة إحنا جايين ننبسط». سكّروا التلفزيون. «لقد قرفنا».

 

ثم جاء «ياسر عكروش» وورطنا في مشاكل البيئة ونال مصنع الاسمنت نصيبا كبيرا من الموضوع. ثم تناول «بيانا سياسيا قال: شوفوا ورجعوا».

 

طلبنا كأس شاي آخر. والنادل «طٌلبه» لم يكف عن تجديد «رأس الأرجيلة» عشان القعدة تحلوّ.

 

قلت يا ياسر: فكنا من السياسة والتلوث البيئي، إحنا جايين ننبسط.

 

عندها بدأت تلوح في الأفق «مرتبانات المخللات»: مخلل خيار وزيتون وبصل أخضر وفجل ونعنع. وتجمعت طاولتان وفردت فوقهما صفحات «جريدة» قديمة. وجاءت «قلاية البندورة» لتنهي الحديث في السياسة والتلوث البيئي.

 

قال أيمن «يا خوي كل هاي اللحمة وهاي الليّة». قلت وحد الله يا أيمن إحنا جايين ننبسط ، فكنا من «الليّة»، خلينا في «المخلل».

 

شاي آخر و»عصرنا» الأرجيلة حتى آخر «نفَس». قلت لـ «محمود»، يا خوي قوم نروح شكلي بالغت في الأكل.

 

قمنا نمشي مثل «بطّات».. مترنحة!

 

و صحتين وعافية!!.