رسالة عتب إلى صديق كاتب.. ولا يعتب إلاّ على صديق

عتبت على كاتب اسمه من اسم مؤذن رسول – صلى الله عليه وسلم – واسم ابيه رحمه الله أحد الحَسَنين، عاش ومات رحمه الله صديقاً للإخوان لكن الابن شن هجوماً كاسحاً على أصدقاء أبيه، وشبههم بالانقلابيين في تركيا، بل حرّض عليهم لاستئصالهم لو استطاع.
كم هم الذين يرثون أقلام والديهم وألسنتهم ومنابرهم فينطقون بها ويخطبون، ويكتبون ويحفظون العهد والود، ولكن بعضهم يتحدثون بلغة أخرى تفتقر للإنصاف ولصلة الرحم والوفاء وبر الوالدين .. ولو ذكرت الأمثلة الشخصية لازددت ألماً ، ولربما احمرت أنوف كثيرة ، وغضبت غضباً شديداً، واستنكاراً لما أقول .
وإن كان الخير باقٍ ولم ينته من البعض الوفي، ومن بينهم أبناء المرحوم بإذن الله المؤسس الأول لجماعة الإخوان عبد اللطيف أبو قورة وغيرهم كثير بفضل الله.
أول ما يصل الفريسة الأسود ثم إذا جيّفت جاءت النسور ثم تأتي الضباع والذئاب ومن بعدها الكلاب وبقية الكواسر، ثم تأتي الغربان وبقية الطيور، ثم يأتي الضعفاء من الكائنات، وآخرها الديدان التي تستيقظ من باطن الجسد الميت لتفنيه تماماً ثم تموت .
حاشـــــــاكم.. هذه شريعة الغاب المتبعة المبنية على حق القوة وليست على قوة الحق.
ليس دفاعاً عن جماعة الإخوان المسلمين وإن كان الدفاع عنها بالحق واجباً على كل منصف فكيف إن كان من أبنائها، لكني أدافع عن الحقيقة التي يسعى البعض لنحرها بالأوهام والمبالغات والاختلاق الظالم، فالتحريض على مواطنين حريصين على وطنهم وشعبهم ليس كتابة نص مسرحي أو قصة خيالية، ولأي مؤلف وكاتب نص أن يطلق العنان لقلمه ليكتب ما شاء ، ولكن عليه أن يعلم أن معظم الناس يعلم ويفهم أنه يقرأ مسرحية لا غير.
جماعة الإخوان المسلمين يقوم عليها أفراد بشر يخطئون ويصيبون، ولم يدَّعوا يوماً أنهم جماعة المسلمين أو أنهم الموقعون باسم رب العالمين ، أو باسم الشعب الأردني، وحتى المشهور والمبدع والمتميز منهم يؤخذ من كلامه ويترك ، ويرد عليه، ولا يعيبه، وإن كانوا أبناء مجتمعهم يصيبهم ما يصيبه سلباً وإيجاباً، وصواباً وخطأ، وضعفاً وقوة.
والاختلاف معهم طبيعي مقبول و محمود ومعقول وبخاصة إن جاء من خارجهم ، وتعدد وجهات نظرهم في المسألة الواحدة وتباينها ، حتى في داخلهم علامة نجاح ولا يضيق بها عاقل.
لكن أخطاءهم ونقصهم لا يبيح إنكار كل شيء إيجابي عندهم، وشيطنتهم والتحريض عليهم (بالباطل والباطل)، فالقضايا التي تقبل الخلاف حق للجميع يمكن ممارسته والاختلاف فيه، أو نقده ، وما كان خطأ بواحا يبقى خطأ يجب تداركه وتصحيحه ، ولا يصبح خطيئة إلا مع الإصرار والهوى.
كاتب بل كتاب يُحَرضّون على الجماعة يُكَذّبون ما أكّده وقرره ملوكٌ ورؤساءُ وزارات، وسياسيون ومفكرون ومثقفون شهدوا للاخوان شهادات ايجابية منذ عهد الملك عبدالله الأول رحمه الله، ومروراً بالملك حسين رحمه الله ، وحتى الملك عبدالله الثاني حفظه الله، ومن أراد الاستزادة والتيقن يمكنه ذلك.
لم ينقلب الإخوان على ثوابتهم الوطنية والتزاماتهم بحق مجتمعاتهم، وهذا لا يعني عدم وقوعهم في الخطأ البشري احياناً، ومن عنده خلاف ذلك فليذكره دون تذاكٍ أو تعمية أو تعميم أو إيهام أو تضليل.
قال فيهم أحد هؤلاء الكتاب المسرحيين في صحيفة يومية أردنية في عدة مقالات ما لم يقله مالك في الخمر كما يقولون ، وما لم يقله متعوذ من الشيطان الرجيم من همزه ولمزه ونفثه ، وهذا بعض ما قال في معلقته الرباعية : (والإخوان هم دولة موازية أيضاً و عندهم جامعات ومعاهد ومدارس)، وأقول له ستر الله عليك لكن لا تستر هنا، دلني على جامعة واحدة او معهد او مدرسة للاخوان ، فلعلنا فقدنا سجلاتها في الصناعة والتجارة أو في الاراضي و المساحة، ولك نصفها حلالاً زلالاً أمّا إن كنت واهما أنها شركة الزرقاء للاستثمار – جامعة الزرقاء الأهلية – فهذا الكنز استخرجه آخرون وأصبح لهم منذ سنين عدة ، وهو شركة مساهمة كما تعلم علم اليقين ويعلم كثيرون.
وهل كانت الجامعة للإخوان المسلمين أم أن الجريمة كانت أن رئيسها د. اسحق فرحان ؟ قبل اختطافها.
ويقول الكاتب المنصف في (حجة حصر الإرث الإخواني التي ألّفتها) : «لهم مستشفيات جمع مستشفى، وعيادات ومراكز صحية»، بالله عليك دلنا عليها رعاك الله وخذ نصفها لك لنقتسم النصف الآخر .
ويقول:- (وعندهم منظومةٌ إعلامية .. منظومة !! أم امبراطورية ؟!!).
لعلك تشير الى قناة اليرموك المغلقة التي خنق صوتها وهي إلى اليوتيوب أقرب، أم إلى صحيفة السبيل، والسبيل ذات الصفحات العشر ليست للإخوان قولا واحدا والمسؤولون في الحكومة يعرفون الحقيقة تماماً .
يا أيها المحرض الكريم : في الأردن أشخاص يملكون فضائيات لا تغلق مع إساءاتها المتكررة، ومن ينتقدها يقبع في سجن انفرادي هل تعرفه ؟ ولا أدعو لإغلاقها طبعاً.
يا أيها الكاتب الصديق:- في قُطر عربي تعرفه شخص يملك عشرات القنوات الفضائية لها اتجاهها الذي تعرف.
يا أيها العزيز: هناك اشخاص يعيشون في دول ديمقراطية غربية يملكون عشرات الصحف والفضائيات، لا أدري أين المشكلة وما الذي يزعجك هنا ولِمَ هذه الغضبة العرمرمية؟
استحلفك بالله قل الحقيقة للرأي العام، ما هي المؤسسات الاقتصادية العملاقة التي يملكها الاخوان؟ ليتوقف فقراء الإخوان عن دفع اشتراكاتهم الشهرية وهم الأحوج لها.
وهل توقَّفت معزوفة التمويل الصهيوني والأمريكي والبريطاني والنازي والماسوني للإخوان حسب الاتهامات السابقة من الهواة ؟
أم لعلك تقصد جمعية المركز الاسلامي الخيرية فأنت تعلم أن الحكومة هي التي تدير هذه المؤسسات كلها منذ 2006 وليس هيئاتها العامة المنتخبة والمؤسسة وهي تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية وموازناتها وكل تفصيلاتها تحت الرقابة من قبل ومن بعد، تراك لا تعرف ذلك؟!
يا صديقي إن كانت غاية هجومك الصاعق الحارق الخارق هذا من أجل الأردن وقوته وبنائه وهذا واجبنا جميعاً – ولا اشكك بنيتك- فاعلم أنه لا يتحقق بتمزيق مكونات المجتمع الاجتماعية والسياسية .
ألا ترى أنك تتهم الحكومة الأردنية وأنت لا تقصد، واجهزتها الأمنية، وتُعنّفها على جهلها بالإخوان وعلمك، وغفلتها ووعيك.
وتتهم الأَردنيين وبخاصة الفقراء والأيتام بأنهم باعوا ضمائرهم وأجَّروا عقولهم لمعونة تلقوها.
وتتهم كرام الناس من الذوات الأردنية بالفساد دون شبهة دليل ، رويدك يا صاح لا توجه سلاحك وذخيرتك لإخوانك وأبناء وطنك فهناك من يشن الحرب عليهم بما يكفيك هذا الهجوم.
فالأمة يا صديقي تتعرض لحرب طاحنة من أعدائك وخصومك.
فلو كنت ناصحاً للإخوان لكان أفضل لك.
ولو كنت ناقداً لكان أنفع للإخوان مهما كان نقدك.
ولمّا كنت مهاجماً بهذه الصورة فقد خسرت، وخسر الوطن والجماعة.
يا صديقي الله يسأل عن صحبة ساعة، وعن زلة لسان، ولكنهم قالوا قديماً من لك بأخيك كله؟!